عن نسيان 11 أكتوبر.. في ذكرى الحمدي!
- علي عطروس الثلاثاء , 12 أكـتـوبـر , 2021 الساعة 10:00:25 PM
- 0 تعليقات
علي عطروس / لا ميديا -
في طفولةٍ لم نحظ بـ(شكليتاتها) المتساقطة بين أكف أترابنا احتفالاً بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر، يحدثنا الأكثر حظاً عن لحظات «الشوكولاتة مع الحليب»، في زمن «الحمدي»، فنعض على شفاه الدفاتر بأصابع القلم.
كان مجيء «إبراهيم الحمدي» مثل حلمٍ سقط من باب السماء على الأرض، فأنبت ثورة، كما كان ذهابه ككابوسٍ سقط من الأرض جريمة فتلقفته السماوات رحمة.
أتى « الحمدي» في صباح «تصحيحٍ» لاعوجاج ثورة سبتمبر، وغادر في مأدبة غداءٍ، «غشميةٍ» غاشمة. وبين الذهاب والإياب سرق «السعوديون» حلماً يمنياً آخر من ذاكرة الثورة ووضعوه وهماً جمهورياً في صندوق عمالةٍ وفي حكم نسيان مرتزقة.
في الـ13 من يونيو 1974، أعلن الحمدي «التصحيح»، وفي الـ11 من أكتوبر 1977، أعادت «الرياض» الهزيمة. 3 سنوات من الثورة عصفت بربيعها عاصفة خريف «مقالي العصيد» المسمومة و«صحون اللحم المفروم»، و«نفرين من السلتة»، و«بضعة أنفارٍ» من القتلة والمأجورين و«السفير السعودي».
بدأ الحمدي بضوء أخضر سعودي وانتهى بساطور «أحمر» سعوديٍ أيضاً، لكنه ومنذ ما بعد البداية وحتى النهاية لم يكن سعودياً قط، كان يمنياً للغاية.
في مرحلة يونيو بدأ الحمدي مصمماً على تدارك أخطاء سبتمبر، فبدأ في وضع مداميك دولة النظام والقانون، دولة الشعب، والمؤسسات والتنمية، اصطدم بالتالي بأولى بديهيات خطوط الرياض الحمراء: «بألا دولة في اليمن»!
أدركت السعودية مبكراً خطورة توجهات الحمدي وأبعاد تحركاته، فأمرت بيادقها من مشائخ «أتناك الذهب» أن أوقفوه، فوقفوا بينه وبين الدولة التي أراد، وأشارت إلى بنادقها من «ضباط الويسكي» أن اقتلوه، فاغتالوه بين «لحم الهديان» و«مائدة همدان»...
عن تفاصيل الجريمة تحدث الجميع، إلا القتلة، وتكلم الكل حتى «الجزيرة»، غير أن للحقيقة وجوهاً أخرى. لم يكذب أكثرهم، لكنهم لم يقولوا كل الحقيقة، فليس كل من كان حاضراً في مأدبة «الغشمي» قاتلاً بالتأكيد، غير أن أياً منهم شارك لاحقاً «صالح» في الحكم هو قاتلٌ قطعاً، في مشاهد فيلم «الغداء الأخير» وشهود تقرير «توجيه التحرير» لم يذكر اسم «الشيخ الأكبر» أقصد «الأحمر»، ربما خوفاً من تحضير الغائبين من «الشياطين»، أو طمعاً في تأطير الحاضرين من «الجن»، إلا أن الحقيقة هي أن من قتل الحمدي هي السعودية وجميع مرتزقتها ممن حكموا لها اليمنيين من بعده، وارجعوا إن أردتم إلى حديث المرحوم «العيزري»، وراجعوا شيكات العملة الصعبة وشوالات العملاء الرخاص جداً، نقطة آخر السطر.
المصدر علي عطروس
زيارة جميع مقالات: علي عطروس