رفعت الأقلام وجفت الصحف‎
 

د. أحمد المؤيد

أحمد المؤيد / لا ميديا -
أُعطي النظام السعودي أكثر من فرصة، وأُحسن الظن به كثيراً، ‏وأُرسلت له رسائل مختلفة من القيادة الثورية تارةً والقيادة السياسية تارة ‏أخرى‎.
تم إيقاف القصف مرات وهو في أوجه، كرسالة سلام أن اليمن يدافع عن ‏نفسه ولا يحبذ الانخراط في صراع بوصلته خاطئة، إذ يجب توجيهها ‏إلى عدو الأمة وعدم تشتيت الجهود‎.
تحملت صنعاء الكثير من العتب الشعبي الذي وصل حد الغضب، الذي ‏اعتبر أن النظام السعودي يبيع الوهم، ويستخف بحكومة صنعاء‎، كل ذلك الصبر وتلك الجهود كان النظام السعودي يلتقطها بشكل ‏خاطئ.
غروره ونظرته الدونية لليمن وعدم قدرته على التحرر من الإملاءات ‏الأمريكية، كل ذلك جعله يفكر بالخروج من الأزمة، عن طريق محاولة ‏إدارة الأزمة والتنصل عن أنه السبب الرئيسي فيها‎، ليبقى اليمن في عين العاصفة والسعودي يراقب من بعيد‎.
غضت صنعاء الطرف أيضاً عن هذه الجزئية، إشباعاً لغروره، علّه ‏يتوقف ويترك العبث بالشأن اليمني، ولكنه استمر‎.
لكن يبدو أن الصبر نفد، والقلوب بلغت الحناجر، والكيل قد طفح‎.
جاء الحج كمناسبة تختبر فيها النوايا، فما كان من النظام السعودي إلا ‏أن أوعز إلى عملائه تغيير مسار الرحلات، بدل أن تكون إلى صنعاء تم ‏تحويلها لتذهب إلى عدن‎.
فتم إيقاف حركة الطيران من قبل صنعاء، وبتهديد مبطن. تراجع ‏السعودي عن حركته الغبية، ثم جاءت مفاوضات الأسرى، وكانت فرصة لإظهار حسن النوايا، ‏ولكن أيضا رسب النظام السعودي في الاختبار وأضاع الفرصة.
وأخيراً، وجدت صنعاء نفسها مدفوعة للمواجهة، ومجبرة على اتخاذ ‏موقف دفاعي، نتيجة هذا العدوان متعدد الأشكال‎.
اليوم، النظام السعودي بغبائه بات في أصعب حالاته، فإن غيّر سلوكه ‏فسيظهر أنه لم يغيّره إلا بعد التهديد، وهذا أمر لن ينساه أحد؛‎ وإن عاد للمواجهة فسيواجه وضعاً عسكرياً جديداً سينسف كل مقدراته ‏ويجعل خسائره تفوق مكاسبه مئات المرات‎.
وبات النظام السعودي بين السندان الأمريكي والمطرقة اليمنية‎، و"عقله في راسه يعرف خلاصه"‎.

أترك تعليقاً

التعليقات