غزوة البيجر والجاسوس إيلي كوهين!‏
 

د. أحمد المؤيد

د. أحمد المؤيد / لا ميديا -
كامل أمين ثابت هو الجاسوس «الإسرائيلي» إيلي كوهين، الذي زرعته «‏إسرائيل» بعناية فائقة في سورية بين عامي (1961 - 1965) قادماً من ‏الأرجنتين كتاجر سوري وطد علاقته بكبار المسؤولين والنخب السياسية ‏والعسكرية ليصل إلى مراتب قيادية عليا في حزب البعث في ‏سورية، ثم تم اكتشافه عن طريق المخابرات المصرية، وأعدم في ‏سورية.
هذا الأمر يوضح كيف يفكر العقل «الإسرائيلي»، وكيف يعمل بهدوء وبنفسٍ ‏طويل جداً لزرع عملائه بعناية فائقة في دولة يشعر أنها الخطر الأكبر ‏على وجوده، وهي سورية.
وبالعودة إلى موضوع البيجر، ظهر في برنامج «60 دقيقة»، الذي يُعرض ‏على قناة (CBS) الأمريكية ضابط مخابرات «إسرائيلي» يتحدث عن ‏العملية بكل دقة؛ ولكن من تسريبات القناة للتشويق ظهر مقطع يتحدث فيه ‏الضابط أنهم بدؤوا العمل على الموضوع في العام 2010، وبدأ التنفيذ في العام ‏‏2022. وهناك المزيد من التفاصيل في الحلقة‏‎.
من مجمل هذه الأحداث نفهم كيف تتعامل العقلية «الإسرائيلية» مع الخطر ‏المحدق بها، وخصوصاً من دول المواجهة اللصيقة بها‎.
من هنا يرد التساؤل المهم جداً: كم إيلي كوهين موجود في الحكومة الجديدة ‏التي تشكلت في سورية اليوم، وخصوصاً أنها مصنوعه بدقة متناهية وفي ‏زمن طويل وتحت إشراف المخابرات المركزية الأمريكية وحلفائها في ‏المنقطة، وتلقت تمويلاً مالياً وعسكرياً وإعلامياً وتغطية سياسية من الألف إلى ‏الياء، لاسيما وهذه الحكومة قد مهدت العقول وحرفت الأنظار ليتم إنجاز مهمة ‏تدمير سلاح الجيش السوري كاملاً والتوغل بمسافة كبيرة في الأراضي ‏السورية في ظرف أيام معدودة، فيما الإعلام يشغل الناس بسجن صيدنايا ‏وابتسامات أحمد الشرع، وأحمد منصور يعصر أنفه وحاجبيه بقوة ليخرج ‏دمعاً متكلفاً في محاولة لإقناعك بأن أحمد الشرع نبي إلا ربع، وذو كلمات خالدة ‏وكرامات نادرة‎؟!
بعد أن عرفت كيف تفكر «إسرائيل» وكيف تخطط، إذا كنت تعتقد أنها ستسمح أن يكون هناك حكومة جديدة ‏في سورية لا تعرف عدد شعر رؤوسهم وتسمع ‏شخير نومهم، فاذهب وتكلم في فوائد بذور الشيا وفول الصويا فذلك ‏افضل لك. وتحياتنا للشرفاء.‏

أترك تعليقاً

التعليقات