مفهوم الانتصار عند حركات المقاومة
 

د. أحمد المؤيد

د. أحمد المؤيد / لا ميديا -
مفهوم الانتصار عند كل حركات المقاومة في العالم هو إفشال ‏أهداف العدو السياسية والعسكرية، وإلحاق أكبر قدر من الدمار بقدرته ‏العسكرية،‎‎ وقتل أكبر عدد ممكن من جنوده، وجعل بيئته الاستيطانية غير قابلة للاستثمار أو السياحة أو البقاء كما كان ‏في السابق‎.
وهذا ظهر بشكل جلي؛ فالهجرة العكسية وصلت إلى مئات الآلاف، ‎وقطاعات السياحة والصناعة والزراعة شبه متوقفة،‎ ‎والاقتصاد المدعوم عالمياً متضرر‎...
هذا هو مفهوم الانتصار عند حركات المقاومة في العالم أجمع، وهو لا يشبه مفهوم الانتصار عند الدول التي تحارب بقدراتها الطبيعية ‏وعلاقاتها الطبيعية‎.
نتنياهو دخل المعركة لكي يحرر 250 ‎أسيراً، والآن قتلى جنوده بالآلاف، والجرحى بعشرات الآلاف، ويبحث عن ‏متطوعين للقتال‎، وقواعده العسكرية تقصف وتدمر كل يوم، وآلياته تفجر في الشمال ‏والجنوب‎.
قدرات كيان العدو الصهيوني الأمنية والاستخباراتية ضُربت في مقتل. أما سمعته وسرديته التي بناها خلال 75 عاماً فقد دُمرت تماماً، وانتهى به ‏الحال كياناً إرهابياً فاقداً الدعم والتعاطف الشعبي العالمي، ومتهماً بالإبادة ‏الجماعية، وأصبح رئيس حكومته نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت مطلوب القبض عليهما دولياً‎ً.
كل هذا الإنجاز كان له ثمن باهظ، صحيح؛ لكن هذا الثمن هو بحجم ‏الخيانة العربية والتفريط الشعبي وعدم الوعي، وحجم النفاق الدولي‎.
هذا هو مفهوم الانتصار عند حركات المقاومة‏.

أترك تعليقاً

التعليقات