موقف مع الرئيس الصماد
 

د. أحمد المؤيد

أحمد المؤيد / لا ميديا -
أثناء مشاورات الكويت، تلقانا الكويتيون بحفاوة بالغة، رغم إحساسهم بالتوجس نتيجة الضخ والتشويه الإعلامي الذي كان منتشراً في كل القنوات عن صنعاء والأنصار. وكان المرافقون الأمنيون والإعلاميون الذين خصصتهم لنا الكويت لمرافقة فريقنا الإعلامي يسكنون معنا في الفندق نفسه (فندق شيراتون)، ويحيطوننا بالرعاية التامة على مدار الساعة.
الوفد المفاوض كان في مكان آخر، في القصر الأميري.
مع مرور الوقت والأيام والأسابيع ازدادت الألفة بين فريقنا وبين المرافقين الكويتيين، وبدؤوا يتعاملون معنا بأريحية أكثر ولطف متزايد. وعند إحساسي باقتراب وقت المشاورات من الانتهاء بعد مرور شهرين تقريباً؛ طبعا المفاوضات كانت أربعة أشهر لكن لم نكن نعلم أنها ستصل لذلك الحد... المهم، خطرت ببالي فكرة ناقشت فيها الأصدقاء وقتها، فلقيت استحساناً. قلت لهم: ما رأيكم أن نهدي لكل من رافقنا أو زارنا أو تعرف علينا من الإخوة الكويتيين هدية تعبّر عن اليمن وحضارته وتاريخه؟ أعجبتهم الفكرة؛ ولكن استصعبوها.
كنت وقتها أتواصل مع الرئيس الصماد بالواتس. تحدثت معه: أستاذ صالح، الجماعة هنا أحاطونا برعاية شديدة وغمرونا بلطفهم بعد أن كانت نظراتهم لنا ملؤها الريبة، ما رأيكم أن نهديهم دروعاً تذكارية، تعبيراً عن الامتنان، ونترك لديهم انطباعاً جيداً؟ استحسن الفكرة وقال: كيف ستنفذ؟!
قلت له: عندي شخص قد وجد النموذج، وهو عبارة عن درع فيه مجسم لدار الحجر والجنبية اليمنية، ويكلف 3000 آلاف ريال، وسيتم وضعه في كراتين، كل ما عليكم هو شحنها إلى سلطنة عُمان ومن هناك سيستلمها أحد مساعدي رئيس الوفد الوطني، وسيرسله لنا بالبريد.
فقال الشهيد الصماد: وكم العدد المقترح. قلت له: 20. فقال: لا، لا يكفي، اجعلها 40.
قلت له: بيّضَ الله وجهك.
وفعلاً، قام آل ياسين باختيار النموذج، وتواصل به شخص كلفه الشهيد الصماد ليتولى الاستلام والشحن. وخلال عشرة أيام كانت الدروع قد وصلت الكويت، ثم دفع الرئيس المشاط وقتها تكاليف الشحن.
أقمنا حفلاً كبيراً في صالة المركز الإعلامي، ورتبنا قائمة بكل الشخصيات الذين التقينا بهم والذين رحبوا بنا والذين رافقونا، وسلمناهم دروعاً يمينة تركت لديهم انطباعاً جميلاً.
رحمة الله عليك أيها الشهيد الرئيس وسلامه وبركاته.

أترك تعليقاً

التعليقات