سلطة المزريين
- د. أحمد المؤيد الثلاثاء , 7 مـايـو , 2024 الساعة 7:46:54 PM
- 0 تعليقات
د. أحمد المؤيد / لا ميديا -
هناك من اندفع في بعض التعليقات في صفحتي وصفحة غيري الذين ينتقدون السلطة، يقولون عبارات من قبيل «عادكم دريتوا»، «قلنا لكم من أول»... ولهؤلاء أوجه رسالتي:
الثورة وقيادتها بالنسبة لنا قَدَر، وهواءٌ نتنفسه، لا نعيش بدونه، إلى أن يتوفانا الله إليه. أما السلطة الحاكمة فهي أيضاً تنقسم في أدائها إلى قوة عسكرية، وسياسة عامة، وخدمات مواطن.
ما ننتقده وينتقده أكثر الناس هو جزئية «خدمات المواطن»، التي وصفها قائد الثورة بالحال المزري، لأن طموحه وطموح شعب عظيم كالشعب اليمني سقفه عالٍ جداً.
وللسلطة أقول: والله إننا لا نريدكم إلا أن تكونوا كأفضل سلطة حاكمة، لنسد بكم عين الشمس ونفاخر بكم القاصي والداني؛ لكن التصرفات غير المفهومة والتي تسيء لنفسية الشعب وتجعله في حالة تيه، أمر لا يليق بكم. الاهتمام بتفكير الشعب ونفسيته أمر يجب أن يكون أهم أولوياتكم؛ إذ كيف تريدون أن يفهم الشعب توقيت الاعتقال لأحد الذين يكتبون عن الفساد؟! كيف له أن يفهمه بطريق مطمئنة وهو خارج سياق القانون، ومتروك بدون توضيح؟!
مراعاة نفسية الشعب الذي عندما طلبتموه للساحات قال: ابشروا! وعندما طلبه داعي الجهاد للجبهات قال: ابشروا! وعندما طلبه داعي رفد البنك المركزي قال: ابشروا! وعندما حوصر البلد قلنا اصبروا وتحملوا قال: ابشروا! بمعنى أنه قدّم الغالي والنفيس دماً وروحاً ولحماً وعظماً.
ألا يستحق بعد كل هذا أن نراعي شعوره ونفسيته، وخصوصاً أن موجة إعلامية منظمة مكثفة يمارسها العدو بكل احترافية تهدف إلى حرف وعي الشعب والسيطرة على نفسيته.
ما هو دورنا هنا؟! أليس التصدي لتلك الموجة يحتاج جهداً متظافراً من الجميع، كلّ من جهته ومن موقعه؟!
يا جماعة لدينا عدو لن يقبل بأقل من حز رقابنا «بشريم» وسبي نسائنا والتنكيل بنا... فهل يكون هو حريصاً على باطله أكثر من حرصنا على حقنا؟!
لنفرض أن من يكتب عن الفساد مجرم؟!
هل الحكمة والحصافة تقتضي تزمين اعتقال من تحدث عن الفساد مع وقت خروج ورقة القبض القهري على المتهم؟!
ألم يكن الأولى تأخير أي إجراء إلى أن يمضي بعض الوقت ثم الطلب وبشكل قانوني من المعتقل حالياً الحضور وبشكل هادئ حتى يرى الناس الموضوع منطقياً، ويترافق مع ذلك إيضاح رسمي لسبب الاعتقال كما بات واضحاً للجميع سبب الأمر القهري لتجار المبيدات؟!
أنتم والله مؤتمنون على نفسيات الشعب، كما أنتم مؤتمنون على ماله ومصالحه، فاتقوا الله فيه وفينا وفي أنفسكم، ولا ترموا بكل شيء على قائد الثورة، زيادة على ما هو فيه من العمل المضني الذي لا يحتمله بشر عادي.
أنتم إخوتنا ومنا وفينا، وما يصيبكم سيصيبنا، وعلينا لكم النصيحة، وعليكم لنا العناية والمراعاة.
المصدر د. أحمد المؤيد
زيارة جميع مقالات: د. أحمد المؤيد