الوهابية والصهيونية
- د. أحمد المؤيد الأربعاء , 9 أكـتـوبـر , 2024 الساعة 4:52:19 AM
- 0 تعليقات
أحمد المؤيد / لا ميديا -
أكدت الأحداث الأخيرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أهمية وخطورة الفكر الوهابي للصهيونية العالمية. وبدأت الشعوب تفهم لماذا وكيف سمح لهذا الفكر بالانتشار العالمي وبطباعة كتبه ونشر فكره بوتيرة لا يشبهها أي فكر آخر.
حديث محمد بن سلمان لـ»نيويورك تايمز» ذات مرة أنهم استخدموا الوهابية بناءً على طلب أمريكي أيام حرب السوفييت، وحديث هيلاري كلينتون أنهم من أنشأ تنظيم «القاعدة» الذي أيديولوجيته هي الفكر الوهابي... وغير ذلك من الأحداث تبين كيف أن الوهابية كانت الفكر المفضل للصهيونية العالمية، تدمر به الشعوب عبر تخديرها ثم شحنها ثم جعلها تتفجر ببعضها، وساعدهم في ذلك أن الفكر الوهابي ليس فكراً دينياً فقط، بل هو إيقاظ لنزعة التوحش في الإنسان عبر عدة عوامل أحدها الدين.
لذلك نجد أن هذه النزعة وهذا السلوك ليس مرتبطاً دائماً باللحى، بل قد يرتبط بتوجيه عدائي لسبب معين، وبمجرد ضخ بعض المنشطات الطائفية يصبح الشخص متبلداً مجرداً من كل معالم الإنسانية. وفي الوقت ذاته يحس أنه في أفضل حال.
وللأسف، نرى الصهيونية تمسك تماماً بمقاليد التوجيه الإعلامي لهذا الفكر حتى وصل الحال بمغرري الوهابية أن يسمعوا «أفيخاي أدرعي» يحدثهم ويستشهد بعلمائهم وبأحاديث مزورة تم تبنيها، ويروا أنهم أصبحوا معه في خندق الولاء والبراء نفسه، ثم لا يحسوا أنهم في طريقٍ خاطئ.
من يشنع بكل حركات المقاومة للمشروع الإمبريالي في المنطقة هو وهابي. من يساند الأمريكيين في مشاريعهم هو وهابي. من يعادي كل أعداء الإمبريالية العالمية هو وهابي.
الإعلام السعودي اليوم هو مثال ممتاز على وهابية السلوك المتجذر لدى ذلك النظام وكل من يشتريهم بماله، وإن رقص وغنى وألحد، لكن السلوك الوهابي مازال هو النمط الذي ينتهجونه.
الأمة جمعاء في مخاض عسير على مستوى الوعي والسياسة والقوة العسكرية. ورغم الألم فإن هذه الأمة تقاوم، ولا شك في انتصارها أبدا بعد أن زال المخدر الوهابي من عقول معظم أبنائها.
المصدر د. أحمد المؤيد
زيارة جميع مقالات: د. أحمد المؤيد