هل كنتَ يوماً كرزاي أو عباس؟!
 

د. أحمد المؤيد

د. أحمد المؤيد / لا ميديا -
‏تشن الولايات المتحدة الأمريكية مع دول غربية معينة حروباً على المنطقة العربية والإسلامية منذ ما يقارب السبعين عاماً. وفي هذا السلوك العدواني كانت هناك أمور متغيرة وأخرى ثابتة، فالمتغيرات كانت هي الذرائع التي تشن بموجبها الحروب، كل دولة بحسب ظروفها وحسب جرمها والمبررات المناسبة لاستهدافها. أما الثابت فكانت الدول ذاتها التي تشن العدوان وبطرق مختلفة، فقد يقتصر الأمر على حصار اقتصادي، وقد يتطور الأمر إلى استهداف عسكري، والأمر الآخر كان توظيف الأكاذيب بشكل فج.
ودعوني هنا أتوقف قليلاً عند كلمة «الأكاذيب»، لأنها هي ما يشتكي منه كل العالم اليوم بمجتمعاته العربية والغربية، الكل لا حديث له اليوم إلا عن الكذب «الإسرائيلي» والأمريكي في الإعلام، بداية من سردية الأحقية في أرض فلسطين وصولاً لتسويق جرائمهم التي يرتكبونها.‏وهنا نستعرض بعض الاستهدافات التي طالت دولا عربية وإسلامية وكيف كانت الأكاذيب جزءاً أساسياً من العمل:
• فلسطين: بدأت بـ»وعد بلفور» وصولا لادعاء الحق في الأرض وشن الحروب بدعم أمريكي، وصولاً إلى الحرب على غزة في عدة جولات مع حصار مطبق.
• إيران: وكان ذنبها هو الإطاحة بنظام الشاه العميل للأمريكان وإغلاق السفارتين الأمريكية والصهيونية، عامي 1979 و1980، ففرض عليها حصار خانق منذ عام 1980 مع حروب عسكرية وتسخير مشائخ الوهابية لتوظيف الطائفية بهدف تمزيق المجتمع، أو إفقادها التعاطف الإسلامي حين الاستهداف.
•  ‏العراق: حصار مطبق رغم امتثاله للقرارات الدولية واعترافه بالكويت عام 1994 وقبوله تحمل تكاليف الحرب؛ لكن بعد الحصار كذبوا عليه بأسلحة الدمار الشامل ليحتلوه ويدمروه من الداخل.
• سورية: المبرر إسقاط النظام وتسويق الحرية المزعومة والدفع بكل تكفيريي العالم إلى سورية لتدميرها، فإذا دافع النظام عن بلده قالوا «قتل شعبه»، يعني أن التكفيريين المدعومين من أمريكا وتركيا وحلف الناتو اسمهم «شعبه»، ‏وإلى اليوم لا تزال سورية ترزح تحت حصار مطبق.
• اليمن: بدعوى «إعادة الشرعية» الزائفة ودحر «الانقلاب» تم حصار اليمن وتمزيقه وقصفه وقتل شعبه دعماً لحكومة غير مقبولة شعبياً، بمجاميع تقاتل تحت ظلال الطائرات الأمريكية في حرب أعلنت من واشنطن.
• ليبيا: بدعوى إسقاط الدكتاتورية تم تدمير ليبيا ودعم مليشيات مزقت البلد بحروب وفساد قضت على مكتسبات ليبيا في الأربعين سنة الماضية.
‏نلاحظ أعلاه أن الطرف المعتدي في كل مرة كانت هي أمريكا ومعها حلف الناتو، ومعهم السعودية بشكل رئيسي تسهل لهم عملهم في المنطقة.
‏كانت الأكاذيب والطائفية سلاحاين رئيسيين في معظم الاستهدافات، ‏كما كان هناك (دمية) مدعومة يراد فرضها على تلك الشعوب لكي يستمر في تنفيد الأجندة مثل كرزاي وعباس والعليمي... إلخ.
‏وهنا يبرز السؤال لمن يقرأ هذا المقال: أين كان موقعك في هذه الحروب بقيادة الأمريكان؟ ‏معها أم ضدها؟ ‏قاومتها أم كنت جزءاً منها وانطلت عليك أكاذيبهم وأصبحت جندياً في مشروعهم؟!

أترك تعليقاً

التعليقات