د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
عندما يلجأ العدوان الأنجلوصهيوأمريكي الأصيل إلى الدفع بأدواته التنفيذية الأعرابية السعوإماراتية إلى سباق محموم على إنشاء وتشكيل مجالس تابعة له بتسميات متعددة وولاءات مختلفة في المحافظات المحتلة جلها من العمالة اليمنية المقيمين بشكل دائم أو مؤقت لدى أدواته، فإن هذا وبعد تسع سنوات من عدوانه يعني أشياء كثيرة، ويمكن أن نستقرئ منها الكثير:
أولاً: إن العدوان فقد الثقة بمرتزقته وقيادتهم في الداخل اليمني، والذين يستخدمهم للعام التاسع وعجزوا ربما عن تنفيذ كل ما يطلب منهم بالشكل الذي كان يأمله العدوان بداية عدوانه.
ثانياً: إن تعدد التسميات والولاءات ينبئ عن هدف العدوان من توظيف هذه المجالس في الاقتتال فيما بينها وإشغال المجتمع في تلك المناطق المحتلة حتى لا يلتفت كثيراً لممارسات العدوان ومخططاته ومطامعه وأهدافه (المخطط البريطاني «فرق تسد»).
ثالثاً: إن هذه المجالس التي تتغير تسمياتها وفقا لمراحل وأطوار يأس الأصيل وإحباط الأدوات تكشف في الوقت نفسه عن اضطرابات العدوان وعدم استقراره، وخوفه من تنامي الوعي الوطني الشعبي في تلك المناطق المحتلة، وفي الوقت ذاته فإن هذا يعبر عن مزيد من ضعفه ويأسه وإحباطه.
رابعاً: إن حضور أصيل العدوان الأنجلوصهيوأمريكي بنفسه وتكثيف وجوده في تلك المحافظات المحتلة في البر والبحر والجزر يؤكد ما قلناه من خيبة أمله في أدواته وعدم قدرتها على تنفيذ كل مخططاته وتحقيق أهدافه من عدوانه على الشعب اليمني.
ومن خلال هذا نخلص إلى حقيقة واضحة مفادها أن الشعب اليمني العظيم المواجه لهذا العدوان بقيادته الثورية ومجاهديه وكل أحراره وشرفائه يدركون جيدا أنه لا معنى لهذه المجالس وهذه الخطوات التي يقوم بها العدوان، وأنها لن تغير شيئا من حقائق الواقع للعدوان والغزو والاحتلال، وأنه بهده الإجراءات التي لا تختلف عن إجراءات الاحتلال البريطاني الاستعماري سابقا لجنوب اليمن والتي لم تحمِه من ثورة الشعب اليمني عليه ولم تقِه هزيمته وخروجه من اليمن صاغرا ممرغا أنفه في التراب اليمني، وكذلك فإن هذه الإجراءات والخطوات التي يقوم بها هذا العدوان اليوم، والبريطاني هو جزء أصيل فيه، فلن يستطيع بها إخفاء مظاهر عجزه عن تحقيق أهدافه، وسيلاقي المصير ذاته، بل أسوأ من مصير الاستعمار البريطاني وما سبقه.
إن ما يقوم به العدوان مؤخرا في المحافظات اليمنية المحتلة من إجراءات ومحاولات لتقسيم الجغرافيا وتفتيت الديموغرافيا في تلك المحافظات والمناطق المحتلة، إضافة إلى اضطرار أصيل العدوان للحضور بنفسه إدراكا منه لعجز أدواته التنفيذية في تحقيق أيٍّ من أهدافه رغم حضوره الدائم معها وإلى جانبها بسلاحه وصواريخه وبوارجه وطائراته الحربية وطياريه وضباطه وغرف عملياته وأقماره الصناعية... إلخ، فإن هذا لا ينبئ بعجزه وفشله في تحقيق أهدافه فحسب وإنما أيضا بقرب هزيمته النهائية الناجزة التي باتت اليوم أقرب من أي وقت مضى وعلى مرمى حجر، وما النصر إلا من عند الله، و»لينصرن الله من ينصره».

أترك تعليقاً

التعليقات