مثلية أمريكا وهزيمتها الحتمية
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
رغم سقوطها القيمي والأخلاقي والإنساني منذ النشأة لم يأت يوم على أمريكا طوال عمرها أن عاشت ما تعيشه اليوم من تعرٍّ وانكشاف تام لزيف ما طفقت تدعيه من قيم وأخلاق وإنسانية وحرية وديمقراطية وحقوق إنسان، ليأتي التعري والانكشاف والسقوط الأكبر والأهم لقوتها العسكرية التي تهدد بها دول وشعوب العالم وبها هيمنت على العالم منفردة لأكثر من 30 عاما كإمبراطورية عظمى وحيدة منذ العام 1990، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي كقطب موازٍ، وتفكك "حلف وارسو"، ولم تعد اليوم أمريكا مهددة بالانكماش من أطرافها حيث الهيمنة والنفوذ فحسب، وإنما تضرب في قلب قوتها وتذل كإمبراطورية بحرية في البحر.
إن الذي يضرب إمبراطورية الشر الإجرامية الأمريكية العظمى اليوم ويهزمها ويذلها اليوم في البحار ليس دولة عظمى منافسة واقتصادية صاعدة، ولا تحالف دول النفط والطاقة في العالم، وإنما قيادة مؤمنة لشعب مؤمن لا تزال أمريكا ومعها تحالف كوني تعتدي عليه وتقتله بأفتك أنواع أسلحتها وصواريخها وبالحصار والتجويع، ولا تزال وأدواتها التنفيذية الأعرابية تحتل أراضيه وتنهب ثرواته، إنه الشعب اليمني العظيم.
هذا الشعب الذي يواجه التحالف الأنجلوصهيوأمريكي في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي في أشرف حرب قيمية أخلاقية إنسانية يقوم بها شعب على مر التاريخ، وهي لثني أمريكا عن استمرارها بجرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها مع كيان الاحتلال الصهيوني للشهر السادس بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع عزة. وهذا الشعب اليمني المؤمن المجاهد بقيادته الثورية المؤمنة المجاهدة العظيمة يخوض هذه الحرب للدفاع عن القيم والأخلاق ومبادئ الحرية والإنسانية، ونصرة للمستضعفين ضد طاغوت العصر وشيطانه وفرعونه: أمريكا وتحالفها الصهيوني العالمي من أنظمة أعراب وأعاجم.
والسؤال: لماذا هذا الشعب اليمني يواجه أمريكا ومعها بريطانيا وكيان الاحتلال الصهيوني ومن لف لفهم وينتصر وهو لا يمتلك ما تمتلكه أمريكا وتحالفها من سلاح وجيوش؟!
الجواب بسيط، وهو أن هذا الشعب يمتلك من القوة ما لا يمتلكه الصهيوأمريكي الغربي، فهو يمتلك الإيمان بالله والثقة بنصره ويمتلك القيم والأخلاق والدين والإرادة ويدافع عنها وعن مبادئ قيم الحرية والعدل والإنسانية ونصرة للمستضعفين في الأرض، بينما أمريكا فقدت القيم وتجردت من كل القيم الفطرية والإنسانية، وتحولت لأمة مثلية منحرفة وتقاتل لنشر قيم الرذيلة والانحطاط في الأرض.
ولذلك فإن أمريكا تنهزم، وسيكتب التاريخ للأجيال القادمة أن أمريكا تنهزم وتسقط وتموت دفاعا عن مثليتها وقيم الإرهاب والإجرام والانحطاط والقيم اللاإنسانية، وسيكتب التاريخ للأجيال القادمة أن من هزم أمريكا وأغرقها في البحر وأسقط إمبراطوريتها المثلية هو الشعب اليمني المؤمن المجاهد العظيم، ومعه كل الأحرار الشرفاء المجاهدون المقاومون من شعوب الأمة، وكل أحرار وشرفاء العالم، وهم يخوضون هذه المواجهة دفاعا عن القيم والأخلاق الإنسانية والدينية ورفضا للظلم والباطل وإحقاقا للحق. 

أترك تعليقاً

التعليقات