د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
كل يوم يمر على القرار اليمني مساندة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة يؤكد بالفعل قوة الموقف وصوابية القرار اليمني ومدى فاعليته في مواجهة العدوان الإجرامي الصهيوأمريكي على الشعب الفلسطيني في غزة، وما يقوم به ويمارسه من جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق أهلنا وإخوتنا في غزة، ويظهر لنا مدى تأثير العمل الذي يقوم به المجاهدون في القوات المسلحة اليمنية، باستهداف ميناء (أم الرشراش) «إيلات» في فلسطين المحتلة وإخراجه عن الجاهزية والخدمة ومدى تأثير عمليات طوفان اليمن في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب ومدى إيلامه لكيان الاحتلال الصهيوني ولأمريكا التي تشارك وتقود ومعها بريطانيا العدوان على غزة وعلى اليمن.
كما تثبت الأيام والليالي والأحداث ومجريات الميدان منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أن قرار الشعب اليمني العظيم بقيادته، الذي يمليه عليه الواجب الديني والأخوي والأخلاقي والقيمي والشرعي والقانوني والفطري والعرفي والإنساني بالوقوف مع إخوته وأشقائه المظلومين المعتدى عليهم بالقتل اليومي المباشر وبالحصار والمحتلة أرضهم والمعتدى عليهم بالقتل والتشريد والنزوح والتهجير من أراضيهم منذ العام 1948 إلى هذه المخيمات في غزة وفي الضفة ومخيمات اللجوء والشتات في الخارج والمعتدى عليهم اليوم بهذه الجرائم الوحشية، أنه قرار حكيم وشجاع وله تأثيره ووزنه في قلب المعادلات، وهو ما يظهره ويكشفه حجم الألم الذي يلحقه بالأنجلوصهيوأمريكي ومن معه.
وما قرار العدوان الأمريكي البريطاني المباشر على اليمن وشعبه وتكرار هذا العدوان إلا دليل على حجم الألم الذي ألحقه الموقف والقرار والفعل اليمني بهم، والذي أفقد الإمبراطورية الأمريكية توازنها ودمر هيبتها ومكانتها قبل تدمير سفنها ومن قبل سفن كيانها وبوارجه، وكذلك سمعتها وقوتها كإمبراطورية بحرية، بل وأخرجها من أهم مرتكزات القوة الأساسية التي تتتكئ عليها في الهيمنة على العالم، وهي قوة السيطرة البحرية في المقام الأول في هذه البحار التي حشدت فيها مدمراتها وبوارجها وحاملات طائراتها، وجعلت منها منطلقا للتهديد والوعيد لدول العالم الكبرى، مثل الصين وروسيا، ولدول المنطقة ومحور المقاومة، من أجل حماية كيان الاحتلال الصهيوني المعتدي، ولتشكل هذه القوة تهديدا مباشرا لها وتتحول من نقطة قوة إلى نقطة ضعف بفضل الله وقرار وفعل الشعب اليمني.
الملفت في الأمر أن العدو الأمريكي عندما أعلن ومعه البريطاني العدوان المباشر على الشعب اليمني جاء ليقصف المقصوف الذي تم قصفه طيلة الثماني السنوات السابقة، التي كان يقودها ويشرف عليها، وأن الأهداف التي يقصفها الآن هي ذاتها الأهداف التي قصفت سابقا، وهو ما يدل ويؤكد أن الأهداف التي استهدفت سابقا هي أهداف أمريكية بامتياز، ويثبت ما كانت تؤكده القيادة مرارا طيلة الثماني السنوات من العدوان الأنجلوصهيوأمريكي الأصيل على بلدنا وشعبنا وجاءت أمريكا اليوم بنفسها، بتوفيق الله، ليأخذ الشعب اليمني بثأره وتنال على يديه ما لم يكن بالإمكان حينها، وليتحقق وعد الله القائل لعباده: «وكان حقا علينا نصر المؤمنين».

أترك تعليقاً

التعليقات