الطابور الخامس وصناعة الأكاذيب
- محمود المغربي الأثنين , 26 ديـسـمـبـر , 2022 الساعة 6:27:09 PM
- 0 تعليقات
محمود المغربي / لا ميديا -
طوال سنوات العدوان لم ينجح أو يحقق العدو أي انتصار يذكر كما يفعل اليوم من خلال فرض حالة اللاسلم واللاحرب التي نعيش أيامها المريرة. ومن خلال الطابور الخامس وأدواته التي تنخر في عظام مؤسسات الدولة وتفتعل الأزمات وتختلق القضايا وتستغل حالة الفراغ الذي نعيش فيه لبث الشائعات والأكاذيب وضرب الجبهة الداخلية والتشكيك في القيادة السياسية وخلق حالة من التذمر والغضب في نفوس الناس.
كل يوم يمضي ونحن في هذا الوضع يشكل انتصارا كبيرا للعدو، وفرصة لخلق مزيد من الانقسام والتفرقة واستغلال كل شيء وتفسيره بما يرضي ويتوافق مع رغبات ضعاف النفوس وأصحاب المصالح الشخصية وقاصري الوعي، وتحويل الأمور إلى تصفية حسابات، بينما نحن لا نحقق مكاسب تذكر من الهدنة، ولم نستفد من الحالة المزرية التي وصل إليها الحال في المناطق المحتلة ولا من الفشل الكبير لقيادات المرتزقة التي وصلت إلى عنان السماء، ولا من الفوضى والانفلات الأمني في تلك المناطق.
ولم نستفد من كل ما يقوم به العدو السعودي والإماراتي من نهب للأرض والثروات اليمنية والاستيلاء على أهم الجزر والمدن وتغيير تركيبتها السكانية، خاصة في جزيرة سقطرى، ولا من الصراعات اليومية المسلحة بين فصائل المرتزقة، والتي يذهب ضحاياها العشرات والمئات من أبناء اليمن الأبرياء، ولم يتم تجيير ذلك باتجاه خلق وعي لدى أبناء الشعب اليمني في مناطق السيادة الوطنية أو المحتلة بحقيقة وأهداف تحالف العدوان وضرب الحاضنة الشعبية للمرتزقة وخلق مقاومة داخل المناطق المحتلة ضد التواجد الأجنبي واحتلال الأراضي اليمنية، رغم كل ما يرتكب العدو من أخطاء وجرائم بحق الأرض والإنسان اليمني، ورغم كل الحقائق الواضحة والأهداف الخبيثة للعدو، وهذا يشكل فشلاً لنا وعجزا عن الاختراق، فيما العدو استطاع اختراق مناطقنا واستغلال اللاشيء عبر الأكاذيب والقصص المفبركة، بينما نحن لا نحتاج إلا إلى سرد الواقع واستغلال الحقائق الدامغة والواضحة كوضوح الشمس في كبد السماء.
ولم نستغل أهم ما كان لدينا من أسلحة فتاكة في هذا المجال: الناشطين والمثقفين والصحفيين الذين أثبتوا نجاحاً منقطع النظير في تعرية وكشف أكاذيب وجرائم العدو في السنوات الأولى للعدوان، وكان لدينا منهم مخزون هائل وكوادر لا مثيل لهم، بل ذهبنا إلى إقصائهم وشن حروب التخوين والتكفير عليهم وتجويع الشرفاء منهم، وكان بالإمكان أن يشكلوا اليوم فارقاً كبيراً في مواجهة الحرب الناعمة والطابور الخامس وخلق وعي ومقاومة للعدوان والاحتلال في المناطق المحتلة. لكننا، للأسف الشديد، جعلنا الكثير منهم أعداء حتى أصبحت الساحة خالية منهم ومتاحة للعدو والأصوات الشاذة، ومن يبحث عن فرصة للظهور والشهرة مهما كان الثمن، وذهبنا نحو الفاشلين والمطبلين نغدق عليهم بالأموال والمناصب.
المصدر محمود المغربي
زيارة جميع مقالات: محمود المغربي