القرار فـي واشنطن لا الرياض
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
بلا شك لا نستطيع ردع الأطماع الخارجية بأرض وثروات وموقع بلادنا المتميز والمهم، من خلال المفاوضات والحوارات السياسية، ونحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك. نحتاج إلى القوة العسكرية، وإلى سلاح الردع الفعال والقادر، والشجاعة لاتخاذ قرار إيقاف تلك الأطماع غير المشروعة.
ومن اليوم الأول لوصول الأنصار إلى السلطة، وقبل بدء العدوان وحتى اليوم، عمل الأنصار على بناء الجيش اليمني ولجانه الشعبية، وامتلاك وتطوير وصناعة أسلحة فعالة لردع تلك المطامع الخارجية.
ورغم العدوان والحصار والظروف الصعبة، إلا أننا قطعنا شوطاً كبيراً في امتلاك أسلحة الردع القادرة على قطع الأيادي الممتدة نحو الأرض والثروات اليمنية. وقد شاهدنا كيف تم وقف عمليات نهب النفط اليمني والعمل جارٍ لتحرير الأراضي اليمنية وحمايتها من أي أطماع مستقبلية، وهذا ما يسبب الهلع والقلق لدى الأطراف الخارجية الطامعة بالأرض والثروات اليمنية، وسبب المواقف الدولية المتشنجة وما يقومون به من أعمال لشيطنة الأنصار، لعلهم يستطيعون ضرب الأنصار من الداخل بعد فشلهم في تحقيق ذلك بالقوة العسكرية، وكل يوم يصبح الأمر أصعب عليهم، بسبب سرعة الأنصار الكبيرة في إنتاج وتطوير الأسلحة الرادعة وقطع الطريق على العدو.
وربما كانت اليمن أول دولة في العالم تستخدم الطائرات المسيرة كأسلحة ردع وعقاب لتحالف العدوان والدول الطامعة وجعل الطائرات المسيرة سلاحا فتاكا بديلا لأحدث الطائرات الحربية والصواريخ باهظة الثمن والتكاليف، التي تحتاج إلى مطارات وقواعد إطلاق وبنية تحتية متطورة وتدريب ومهارة عالية، بعد أن كانت تلك الطائرات المسيرة تستخدم في التصوير وألعاب الأطفال وفي أحسن الأحوال للتجسس.
كل يوم نحرز تقدما كبيرا في مجال صناعة وتطوير الطائرات المسيرة، خصوصاً في فترة الهدنة. وأعتقد أن هناك طائرات مسيرة جديدة لم يتم الكشف عنها أو تجربتها. ونأمل ألا يكون هناك حاجة لتجربة تلك الطائرات على أرض الواقع، وأن يدرك النظام السعودي أن أمريكا لا تهتم بحجم الخسائر الفادحة التي سوف تلحق بالبنية التحتية والنفطية السعودية، وحجم الخسائر الاقتصادية، في حال لم يجد أبناء اليمن من يستمع إليهم ويلبي مطالبهم المشروعة والعادلة في وقف العدوان والحصار وما يتعلق بالجانب الإنساني. كما على النظام السعودي ألا يستمع للإملاءات الأمريكية في استمرار العدوان وما يضر بمصلحة المملكة أرضا وإنسانا.
نحن نعلم وندرك أن النظام السعودي يرغب في الخروج من المأزق اليمني. وكانت النقاشات مع الوفد السعودي إيجابية. ونعلم أن النظام السعودي بات مؤمناً بضرورة إنهاء العدوان والخروج من اليمن في أسرع وقت، وأن استمرار هذا الوضع لم يعد مصلحة سعودية. ويعلم أيضاً أن قيادة الأنصار حتى الآن تبقي الأبواب مفتوحة أمام النظام السعودي للخروج من اليمن، وتتحمل ضغوطات كبيرة داخلية وخارجية لإغلاق تلك الأبواب، كونها تدرك أن القرار ليس كاملاً في الرياض، بل في واشنطن، وتأمل أن يتمكن النظام السعودي من الخروج من تحت الجلباب الأمريكي.

أترك تعليقاً

التعليقات