من وثَبَات ثورة 21 أيلول
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
لا شك أن ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر جاءت محملة بالإنجازات العظيمة والمستحيلة والجريئة، وحققت الأحلام والآمال التي كان يحلم ويأمل الشعب اليمني تحقيقها من وراء ثورات 26 أيلول/ سبتمبر و14 تشرين الأول/ أكتوبر ومن 22 أيار/ مايو و11 شباط/ فبراير؛ لكن لا شيء تحقق من تلك الأحلام، حتى جاءت ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر وجعلت من تلك الأحلام حقيقة.
ومن تلك الأحلام والأهداف التي تحققت بفضل ثورة 21 من أيلول/ سبتمبر:
ـ القضاء على الهيمنة والوصاية الخارجية، وجعل السفير الأمريكي والسعودي والبريطاني خارج جغرافيا الأرض والقرار اليمني؛ على الأقل في نطاق سيطرة ثوار 21 أيلول (جغرافيا السيادة الوطنية).
ـ بناء جيش وطني قوي وقادر على حماية الوطن وصد العدوان الخارجي، وقد شاهدنا بأعيننا ذلك الجيش وهو يحقق المعجزات ويواجه عدواناً عالمياً وينتصر في أرض الواقع ويصنع الطائرات المسيرة والصواريخ والمعدات العسكرية المختلفة والمتطورة، ويجعل من ذلك الحلم اليمني بامتلاك جيش وطني حقيقة وواقعاً ملموساً وليس حبراً على ورق.
ـ القضاء على شلة الفاسدين والفاشلين والعابثين بثروات وموارد الدولة اليمنية وتقاسمها فيما بينهم، وجعلهم خارج اللعبة والأرض اليمنية، على الأقل في نطاق سلطة ثوار 21 أيلول (جغرافيا السيادة الوطنية).
ـ القفز فوق الخطوط الحمراء التي وضعتها أمريكا والغرب على الأنظمة السابقة بجعل الزراعة من المحرمات، خصوصاً القمح، ونحن، وبفضل من الله وتوجيهات القيادة السياسية، قد قطعنا شوطا كبيراً في هذا الجانب، وأصبحنا نزرع كل ما نحتاج إليه، وفي الطريق لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بل ونستطيع تصدير الكثير من المنتجات الزراعية الفائضة عن حاجة الناس.
- بالإضافة إلى ذلك هناك إنجازات وقرارات وتشريعات تم اتخاذها سوف تحدث نقلة نوعية في اليمن، ربما لا يلمسها المواطن في الوقت الراهن بسبب العدوان والحصار، لكنها موجودة وسوف نلمسها جميعا في الأيام والسنوات القادمة.
ـ كما أن هناك إنجازات لم تتوفر أو تتحقق بالثورات السابقة، وهي ضرورية للغاية لتجعل من تلك الأحداث شيئاً يستحق أن نطلق عليه ثورة!
فكما نعلم جميعا في تعريف الثورات بأنها حراك شعبي تلقائي ناتج عن تراكمات ومعاناة بسبب فشل وفساد وظلم السلطة. كما أن الثورات لا تأتي من الخارج وليست استنساخاً لأحداث أو ثورات خارجية، وهذه الأشياء لم تكن متوفرة فيما يسمى بثورتي 26 سبتمبر 1962 التي جاءت من الخارج و11 فبراير المستنسخة من ثورات «الربيع العبري» التي تمت هندستها في واشنطن و»تل أبيب»، بعكس ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر التي جاءت من ضمير الشعب وحراك جماهيري نتيجة فشل وفساد وعمالة النظام السابق، ولم تأت من الخارج، بل كانت مفاجئة وضد رغبة الخارج، بدليل تحرك الخارج وشن عدوان عالمي لا يزال قائما حتى اليوم لإحباط ثورة 21 أيلول، كما أنها لم تكن مستنسخة، بل فريدة من نوعها وأربكت المشهد السياسي المحلي والإقليمي وأفشلت مخطط وأحلام الغرب في «شرق أوسط جديد».

أترك تعليقاً

التعليقات