أولو قوة وبأس شديد
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
على دولة الإمارات أخذ تصريحات رئيس الجمهورية مهدي المشاط الأخيرة على محمل الجد، وأن تقلق كثيرا من حديثه عن تجارب صاروخية ناجحة وقادرة على ضرب أهداف داخل الجزر اليمنية المحتلة حتى تلك البعيدة مثل جزيرة سقطرى والمحتلة من قبل دويلة لم يكن لها وجود على الخريطة التاريخية والزمنية لكوكب الأرض حتى سبعينيات القرن العشرين، ولولا مرتزقتها الذين سهلوا وصولها إلى سقطرى لكان احتلالها للجزيرة من المعجزات والأمور المستحيلة التي لا يقبل بها عقل ولا منطق.
لكننا نعتبر ذلك من الطفرات الشاذة والعيوب الخلقية التي تشوه مسار الزمان والمكان ومصائب الدهر وغرائب قصص التاريخ التي لا مفر منها، لكن العواقب في الخواتم كما يقول المثل.
وعلينا انتظار وترقب خاتمة لتلك المغامرة الطائشة لمشايخ وورعان الخليج، وكيف سينتهي بهم المطاف بعد أن أوغلوا في طغيانهم وسفك دماء اليمنيين وحصار وتدمير بلد لم يتجرأ على الاقتراب منه ومن أبنائه إمبراطوريات وممالك تاريخية ومعاصرة عظيمة، ومن تجرأ منهم واجه عواقب وخيمة وعظيمة ولم تقم له قائمة.
وبلا شك لم يقم مشائخ وملوك الخليج بما قاموا به من عدوان وحصار ومؤامرات وقتل وتدمير على اليمن وأبنائه إلا لأنهم يجهلون التاريخ والحاضر والمستقبل ولا يفهمون طبيعية الإنسان اليمني الذي تفوق على الطبيعة القاسية وجغرافيا اليمن الصعبة التي جعلت منهم "أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ"، وأصحاب حكمة وصبر يخسر أمامهم كل معتدٍ وعدو، وعلى ابن زايد وابن سلمان سؤال الأحباش والأتراك والبريطانيين وحتى المصريين عن قوة وصلابة اليمنيين، بل إنهما بأنفسهما قد جربا هذه القوة والصلابة في السنوات الماضية، لكنهما لم يتعلما ولم يستفيدا ولا يزالان يعتقدان أن اليمن هي تلك الشلة الصغيرة من اللصوص والمرتزقة.
وأعتقد أن على شيخ الإمارات أن يعلم أن القوة الصاروخية كانت منهمكة في الفترة الماضية بتطوير صواريخ بعيدة وقادرة على إصابة أهداف داخل جزيرة سقطرى، ولم يكن يشغل بالها سوى تواجد دويلة الإمارات فوق التراب اليمني، وكيف يمكنها معاقبة هذه الدويلة.

أترك تعليقاً

التعليقات