بين الإجبار والرغبة
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
من أعظم إنجازات ثورة 21 أيلول/ سبتمبر إنهاء دور وصلاحيات السفير السعودي في اليمن، والذي وصل إلى حد تحريك طائرات عسكرية من قواعد عسكرية يمنية وتهريب شخص بحجم علي محسن الأحمر، الذي كان هو الدولة والجمهورية وكل شيء في البلاد، وإنهاء الدور السعودي في اليمن وصلة النظام السعودي بمشائخ ووجهاء وقيادات الدولة في صنعاء.
ومن السخرية تصوير أي محادثات أو مفاوضات مع العدو السعودي بالتقارب أو تسويق زيارة وفد سعودي إلى صنعاء كانتصار؛ إذ إن من الواضح أن العدو يسعى إلى كسب المزيد والمزيد من الوقت والحفاظ على بقاء الوضع القائم لأطول فترة ممكنة، وكلما نفد صبر القيادة سوف يجد وسيلة للتلاعب وامتصاص غضب القيادة في صنعاء عبر الوسطاء وأيادٍ له لتسويف الأمور والقضايا وقطع وعود كاذبة، وقد نجد أنفسنا بعد عام من الآن ندور في الدائرة نفسها لنعود إلى خط البداية، وبالطبع هناك في الداخل من يستفيد من الوضع الراهن إلى جانب العدو المستفيد والرابح الأكبر في بقاء هذا الوضع.
المهم، يجب علينا التفريق بين إجبار النظام السعودي على التفاوض المباشر مع صنعاء؛ كونه العدو الذي يقتل ويحاصر أبناء الشعب اليمني، والدفع به إلى الاعتراف بالأنصار كقوة موجودة على الأرض تمثل كل أبناء اليمن، وبين الرغبة السعودية في عودة العلاقات مع صنعاء أو حتى إعادة فتح السفارة، والذي لن يكون ولن يتم القبول به من قبل القيادة السياسية وكل أبناء الشعب اليمني إلا بعد الوقف الكامل للعدوان والحصار ومغادرة القوات السعودية كافة الأراضي اليمنية وإعادة الإعمار ودفع التعويضات والتعهد بعدم التدخل في الشأن اليمني.
وحتى تحقيق ذلك لن يتم التعامل مع النظام السعودي إلا كعدو، ومجرد الابتسامة في وجه من يمثل النظام السعودي في أي مفاوضات هي خيانة لدماء وتضحيات أبناء الشعب اليمني.

أترك تعليقاً

التعليقات