رأس الأفعى!
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
طوال السنوات الماضية، رفضت حركة "طالبان" الجلوس على طاولة المفاوضات مع أي قوى سياسية أفغانية، ورفضت أي حديث بهذا الشأن في ظل تواجد القوات الأمريكية في أفغانستان.
وأثناء محادثات الدوحة بين "طالبان" وأمريكا رفضت "طالبان" الكشف عن مشروعها السياسي، كما رفضت مناقشة أي دور سياسي للقوى المتحالفة مع أمريكا إلا بعد خروج القوات الأجنبية من أفغانستان. وقالت "طالبان" إن مناقشة شؤون الحكم والشراكة مع أمريكا يعد تفريطاً في السيادة الوطنية.
وإلى اليوم ماتزال حركة "طالبان" تخفي نواياها في موضوع الشراكة وشكل الدولة. كما رفضت التفاوض مع أي فصيل سياسي يحمل السلاح، ووجهت قواتها لاستكمال تحرير كامل الأراضي الأفغانية بقوة السلاح، دون النظر في الحسابات الدولية.
لم تكن "طالبان" تمتلك جيشاً نظامياً ولا معسكرات، لكنها اعتمدت على حرب العصابات، وركزت ضرباتها على رأس الأفعى، حتى أنهكت أمريكا وجعلتها تهرب.
ونحن نمتلك ميزة لم تكن لدى "طالبان"، وهي وجود جحر الأفعى بالقرب منا، وحدود بطول 2000 كيلومتر مع الأفعى، فعلينا التركيز على رأسها، وتكثيف الهجمات على الأراضي السعودية وشن حرب العصابات على المواقع العسكرية الحدودية مع المملكة بأقل عدد من الجنود، وجعل الأفعى لا تنام أو حتى تغفو ولو قليل حتى تهرب.
وبالتالي، فإن الضربات الصاروخية المباركة على مملكة الشيطان تغسل ما في قلوبنا وأرواحنا من معاناة الحرب والحصار والجوع والحاجة، وتجعلنا مستعدين للصمود والصبر والتضحية سنوات وسنوات، فيكفينا مشاهدة وسماع صرخات الوجع التي يطلقها رأس الأفعى (النظام السعودي).

أترك تعليقاً

التعليقات