ما بعد الحوار والمفاوضات
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
قبل الحديث عن حوار ومفاوضات لإشراك مرتزقة العدوان الذين باعوا الوطن وشاركوا في تدميره وقتل أبنائه، علينا أولا أن نبدأ بتفعيل الشراكة الوطنية بشكل أكبر وأكثر فاعلية مع القوى الوطنية الشريكة في خوض معركة الدفاع عن الوطن، والتي قدمت التضحيات طوال السنوات الماضية وأصبحت اليوم مقصية.
لا أعتقد أن هناك يمنياً واحداً سيقبل دخول الأنصار في حوار ومفاوضات مع تحالف العدوان يؤدي إلى القبول بالشراكة مع مجموعة من المرتزقة والعملاء والفاسدين الذين رفضهم الشعب اليمني وخرج عليهم بثورتين في غضون خمس سنوات، أو حتى مجرد إشراكهم في السلطة والقرار والعودة بالوطن إلى ما قبل قيام ثورة 21 أيلول، لأن هؤلاء سيعملون على عودة الهيمنة والوصاية الخارجية وتعطيل التنمية وإجهاض أي محاولة لإصلاح وضع مؤسسات الدولة.
كما أن هؤلاء سيعملون على منع أي تحرك أو قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية وتحرير المناطق المحتلة وأي محاولات لقيام دولة يمنية موحدة وقوية، كون ذلك يتعارض مع أهداف السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا، وهذا ما تحرص عليه هذا الدول وتسعى إليه من خلال الحوارات والمفاوضات والسلام في اليمن.
والجميع يعلم أنه وبعد أن فشلت هذه الدول في تحقيق أهدافها وجعل الاحتلال والتواجد الأجنبي في اليمن أمراً واقعاً، فهي تدرك استحالة  تحقيق ذلك بطريقة أخرى إلا بإعادة أدواتها إلى موقع القرار عبر الحوار والسلام على الطريقة البريطانية والسعودية، وهم يدركون أن تمرير ذلك لن يتحقق ولن يكون مقبولا من الشعب اليمني والقيادة الوطنية إلا من خلال الضغط الاقتصادي واستخدام سياسة التجويع والفقر والجوع لإجبارنا على الركوع والاستسلام، وهو ما يحدث الآن، خصوصاً أن العدو استطاع في الفترة الماضية تجييش الأقلام المأجورة لتحميل القوى الوطنية والمدافعة عن الوطن مسؤولية الوضع الاقتصادي السيئ وانقطاع الرواتب، وهو يضغط بهذه الورقة ويستخدمها بكل قذارة ودون أي ضوابط أو أخلاق أو مراعاة لنتائجها السلبية والكارثية على أغلب أبناء الشعب اليمني الذين يعيشون ظروفاً معاشية صعبة للغاية؛ إلا أن الدخول في مفاوضات والقبول بإشراك مرتزقة العدوان في القرار والسلطة لن يوقف المعاناة الإنسانية ولن يؤدي إلى انفراج، بل سوف يزيد الطين بلة، وعاجلا أو آجلاً سنذهب إلى حروب أهلية.
وهذا لا يعني أننا لا نرغب في السلام والحوار والشراكة، بل على العكس، لكننا نطالب بحوار وشراكة مع قوى وطنية موجودة على الأرض اليمنية ولم تشترك في تدمير واحتلال بلدها وقتل أبنائه، وهؤلاء موجودون بيننا، وليسوا في فنادق الرياض وأبوظبي.

أترك تعليقاً

التعليقات