هل نجحت الضغوطات الأمريكية؟!
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا - 
من الواضح أن الضغوط الأمريكية ربما تكون قد نجحت في إقناع العدو السعودي بالتراجع عما تم التوصل إليه مع صنعاء.
مع أنني مؤمن بأن العدو السعودي لا يحتاج إلى ضغوطات أمريكية أو غيرها للتراجع، فهو لم يكن في يوم من الأيام راغباً في السلام والخضوع للمطالب اليمنية ولم يذهب إلى الهدنة وتقديم الوساطات وإرسال الوفود إلا تحت وطأة الضربات اليمنية الحيدرية التي كادت تطيح به. ومن المضحك أن نقول بأنه قد تراجع؛ فمتى تقدم أصلا نحو السلام حتى نقول إنه تراجع؟!
وأعتقد طالما استطاع النظام السعودي إيقاف تلك الضربات، ولديه معطيات بعدم عودة تلك الضربات، فهو ليس بحاجة إلى تقديم التنازلات والتقدم نحو السلام. كما أن بقاء هذا الوضع على ما هو عليه في اليمن يخدم مصالحه ويحقق لها ما يريد وأكثر مما حققت له الطائرات الحربية والمعارك العسكرية لثماني سنوات، فلماذا يتخلى عن كل هذا؟! وأي أحمق قد يفعل ذلك؟! وأي متعة أو نصر أعظم من مشاهدة عدوك وهو يتألم ويعاني ويتآكل ويحترق ببطء من الداخل؟! وما عليك إلا تغذية تلك المأساة والنيران المشتعلة والجلوس لمراقبة العدو يحترق حتى يصبح رمادا، ودون أن تخسر شيئاً، لا تجهيز جيوش ولا شراء أسلحة أو مواقف!
علينا أن ندرك أن العدو السعودي جاء إلى اليمن لتحقيق هدف ما، وأنفق على ذلك أموالاً باهظة لو تم وضعها وسط البحر لشكلت جزيرة، ولن يتراجع حتى يحقق ذلك الهدف بالحرب أو السلام، بالكذب والمراوغة، بالمكر والخداع، بكل وسيلة سوف يسعى لذلك، والمهم في الأمر: ما هو هدفنا نحن؟ وما هي الاستراتيجيات التي يمكن لنا استخدامها لمواجهة الإصرار السعودي؟
على العموم لن نستبق الأحداث، مع أن المؤشرات واضحة منذ البداية؛ لكننا سننتظر الموعد المحدد لعودة الوفد السعودي إلى صنعاء.

أترك تعليقاً

التعليقات