مخطط تقسيم اليمن في مهب الريح
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
مع أن المباحثات الأخيرة وإحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن وحديث المندوب السعودي في مجلس الأمن، الذي قال أمام الجميع إن «الحوثيين» يضعون شروطا تعجيزية ويطالبون بصرف رواتب موظفي الدولة بالدولار، وكل تلك الأشياء قد أثبتت وأوضحت للجميع أن الجهة المسؤولة عن إيقاف الراتب هي تحالف العدوان والمرتزقة، وأن رواتب موظفي الدولة موجودة ومحتجزة لدى النظام السعودي وبقرار سياسي، وأن الأنصار يعرضون أمنهم ومصالحهم ويخاطرون بكل شيء في سبيل صرف رواتب موظفي الدولة، رغم أن تلك الرواتب سوف تصرف بحسب كشوفات 2014 وما قبل وصولهم إلى السلطة، وأن كافة من تم توظيفهم في السنوات الماضية من قبل حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى لن يصل إليهم شيء من تلك الرواتب.
إلا أن هناك من لا يزال يعزف على وتر الراتب ويوجه الاتهامات المبطنة للأنصار ويحملهم مسؤولية إيقاف صرف الرواتب، مع أنهم يخوضون معارك شرسة ولا يدخرون جهدا أو وسيلة للضغط باتجاه صرف الرواتب وفي أسرع وقت ممكن، وينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي تصرف فيه رواتب موظفي الدولة.
وهذا ليس غريبا على من لا يزال يحمل الأنصار مسؤولية العدوان والحصار حتى اليوم، وكأنه يقول للناس بأنهم المسؤولون عن كل شيء، لأنهم أرادوا لنا العزة والكرامة ورفضوا الظلم والفساد والوصاية الخارجية، بينما نحن لم نكن نرغب بذلك وكنا مرتاحين بالعيش بلا عزة أو كرامة أو سيادة، ومن يحتاج لذلك طالما أن البطون ممتلئة ببقايا طعام أصحاب السمو والمعالي والفاسدين؟!
رغم وضوح الرؤية واتضاح الصورة بأن مخططات العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا واحتلال الأرض والثروات اليمنية وتقسيم الوطن كانت موجودة قبل وجود الأنصار، ونكبة «الربيع العبري» الذي كان بداية لتنفيذ المخطط والأهداف وعبر الدمية هادي والأدوات التي تم إيصالها إلى السلطة والجماعات الإرهابية التي تم إعدادها لقطف الرؤوس وارتكاب المجازر والسيطرة على أغلب المناطق اليمنية لتكون سببا لوضع اليمن تحت الوصاية الدولية وفرض الحصار ودخول قوات أجنبية لـ»إنقاذ اليمن» وتأمين خطوط الملاحة البحرية؛ إلا أن ظهور الأنصار قد أربك المشهد، وأوقف حمام الدماء اليمنية التي كانت ستسفك على أيادي الجماعات الإرهابية وأوجد مقاومة منظمة للعدوان وأفشل إلى حد كبير تنفيذ الأهداف وجعل مخطط تقسيم واحتلال اليمن في مهب الريح، على الأقل حتى الآن، وقضى على رموز الفساد والظلم، والعمل جارٍ لنزع جذور الفساد والظلم، إلا أن عملية نزع الجذور أصعب بكثير من عملية حصد رؤوس ورموز الفساد والظلم التي كانت ظاهرة للعيان بخلاف الجذور.

أترك تعليقاً

التعليقات