غزة.. حيث تسقط خرافة «إسرائيل الكبرى»
- مرتضى الحسني الثلاثاء , 19 أغـسـطـس , 2025 الساعة 12:54:17 AM
- 0 تعليقات
مرتضى الحسني / لا ميديا -
تجمع قوات الاحتلال الصهيوني أركانها تمهيداً لبدء العملية الرامية لاحتلال مدينة غزة، تنفيذاً لقرار اتخذه نتنياهو منذ ما يقارب أسبوعين، بإيعاز من رب البيت الأبيض ترامب بتسريع العمليات العسكرية، فقد عيل صبره من بطء العمليات العسكرية، حسب ما نقلته «يسرائيل هيوم» الصهيونية عن مصادرها.
سبق إعلان نتنياهو الرسمي ومصادقة زامير عليه عمليات صامتة مهدت له توغلات في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وعمليات نسف للمنازل مطلع أبريل الماضي وتهجير أهله قسراً، ثم قضى بذلك على حي التفاح بداية مايو، تلاهما حي الزيتون الذي شرع فيه قبل أسبوع ليكمل به نحو 37% من إجمالي مساحة مدينة غزة.
تؤكد المصادر الفلسطينية أن قوات العدو خلفت دماراً شاملاً لتلك الأحياء، ما يجعلها أماكن غير صالحة للعيش، ما يمنع أهلها من العودة إليها، حتى يتسنى لحكومة الاحتلال ضمان استكمال مشروع التهجير والتوسع «الإسرائيلي» وصولاً إلى «إسرائيل الكبرى».
و»إسرائيل الكبرى» طموح طرحه حزب الليكود بزعامة بيغين في سبعينيات القرن الماضي. ينشأ المشروع من جذور عقائدية تلمودية، أهمها ما يوردونه في سفر التكوين باسم «الأرض الموعودة الممتدة من الفرات شرقاً حتى النيل غرباً»، وهي مقولة استند إليها هرتزل عند إعلان مشروعه التوسعي في العام 1904.
حوّل نتنياهو هذه المعتقدات إلى برنامج سياسي ينفذه على الأرض، من خلال حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، ومحاولة تهجير أهلها قسراً، إضافة إلى ما يجري من تهويد للضفة والتوسع الاستيطاني فيها، وآخره البدء بتنفيذ مشروع (E1)، حيث يقطع الضفة أوصالاً، مع تمدد استيطاني يدور حول القدس تبدو معه في قلب الكيان، ناهيك عن توسعٍ يمتد إلى لبنان وسورية حالياً وما وراءهما لاحقاً.
عبّر نتنياهو عن ذلك حين قال بأنه في مهمة روحية وتاريخية من أجل الشعب اليهودي، وهو يصف مهمته بأنها «مهمة أجيال» تتسلمها جيلاً إلى جيل، حتى تكتمل خارطة «إسرائيل الكبرى»، تبدأ من فرض واقع جديد على غزة وأهلها.
احتلال كامل قطاع غزة، وإقامة حكم عسكري فيه، خيار يرنو إليه كيان العدو بهدف السيطرة على المناطق المأهولة، وفرض حصار مشدد يضيق على الشعب والمقاومة، مع الاستمرار في طاولة الدبلوماسية والضغط الدولي على المقاومة كطريقة تكميلية، لاسيما أن قلبه اطمأن لصمت ورضوخ عربيين غير مسبوقين.
يقول خبراء إن الكيان سيواجه خسائر مهولة في خياره هذا، بسبب ما تعانيه قواته من نقص في الجنود، وإرهاق متواصل وارتفاع حالات الانتحار بينهم، وفشل يتكرر كلما أقدم على أمر من الأمور.
أما غزة ورجالها فلا خلاص لهم سوى المقاومة باللحم الحي وما تيسر من عتاد صنعته أيديهم، مع إيمان معقود بعزم الجبال ينزعون به حقهم أرضاً وحرية، بلا فضل من أحد أو منة.
المصدر مرتضى الحسني
زيارة جميع مقالات: مرتضى الحسني