وهمٌ على أعتاب عزة
- مرتضى الحسني الأثنين , 31 يـنـاير , 2022 الساعة 6:10:00 PM
- 0 تعليقات
مرتضى الحسني / لا ميديا -
دويلة تقع في شبه الجزيرة العربية تُسمى الإمارات تُعتبر قبلة للمستثمرين من جميع أنحاء العالم ووجهة لمن ينشد سياحة السُّكر والدعارة، كما أنها تضج بحركة الملاحة البحرية والجوية بشكلٍ خيالي قلما يوجد ما يضاهيه إقليمياً وعالمياً، إضافة إلى تربع مدنها على قائمة الأماكن الأكثر أماناً في العالم، إلا أن هذا لم يجعل حكامها يقدرون هذه النعم القادرة على منحهم ريادةً على مستوى المنطقة، بل أخذتهم العزة بالإثم فأبوا إلا أن يكونوا أحذية ينتعلها كلٌ من الأمريكي والصهيوني للتحرك الإمبريالي في الجغرافيا المحيطة بها وأبعد من ذلك.
بلا شك أن تراكم الثروات الهائلة في خزائنها جعلها تسلك المنحنى الاستعماري عسى أن تُمكن لنفسها عرش الحكم الإقليمي لاسيما أنها متسلحة بسلاح المال الكثير، ظناً منها أنه سيمنحها كل ما تنشده نفسها.. صحيحٌ أن المال جزء مهم إلا أنه يصبح بلا قيمةٍ عندما يمتلكه ثلة من قاصرو العقول وعقيمي الهوية وعديمي القرار والسيادة.
نعم، الإمارات تحاول بشتى الطرق أن تثبت جدارتها في هذا المجال -الاستعماري- إلا أنها فشلت في كل مكان تضع قدمها فيه، وربما المعضلة الأكبر هي عدم إدراكها أنها ليست إلا بيدقاً يلهو به الأمريكي والصهيوني في المنطقة لتحقيق أطماعه المنشودة والتي تخدم أيديولوجيته العنصرية المقيتة.
تدخلت الإمارات بشكلٍ هستيري في عدة بلدان عربية لها جذور ضاربة في التاريخ كاليمن وسوريا والعراق وليبيا، حيث كان الخسران وسمها في كل منطقة سواءً بانهيار مرتزقتها أو تبخر أموالها ماعدا يمن الأنصار الذي جمع بين هاتين، بل زاد على ذلك ما هو أقسى متمثلاً بضربها في عقر دارها وفي أماكن حيوية وحساسة جعلتها محط سخريةٍ أمام العالم، كما جعلت من صيتها المتسم بالأمن والأمان أضحوكة يتندر بها الصديق قبل العدو، ومما زاد الطين بلة هو فشل منظومات دفاعها الجوي من الباتريوت والثاد مقابل صواريخ اليمن الباليستية وطائراتها المسيرة محدودة الإمكانيات.
الإمارات قصفت وفرح لقصفها غالبية الشعوب العربية حتى ممن يعدونهم أصدقاء، وها هي في اليمن مازالت تكابر في تصعيدها وتمعن في ارتكاب الجرائم والتشديد على قصف ما هو مقصوف وبشكل مكثف وتبث الرعب في صدور الناس نتيجة حقدهم على شعبنا، وأيضاً شعورهم بالنقص أمام عظمة هذا الشعب وعنفوانه الذي لا ند له في العالم.
هنا في اليمن أنفقت الإمارات مليارات الدولارات لأسيادها الأمريكيين و»الإسرائيليين» صباح مساء باحثةً عن وهم عزةٍ على الأعتاب، لكن هذه الدويلة المترفة اصطدمت بكرامة اليمني وإبائه الذي مرغ أنفها تحت أقدامه، وصار لها في كل يومٍ تحت نعال الأباة خزيٌ جديد.
المصدر مرتضى الحسني
زيارة جميع مقالات: مرتضى الحسني