كينغ والسلام الأمريكي!!
 

مرتضى الحسني

مرتضى الحسني / لا ميديا -
وعلى حين غرة يطل المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيموثي ليندر كينغ، لينثر على أسماعنا حكمه الدبلوماسية بقولــــــــه: «هجمات الحوثيين التي تزايدت هي العقبة الرئيسية أمام جهود السلام»، دون أن يبين لنا مفهوم السلام الذي يتحدث عنه؛ فنحن على ما يبدو لسنا ممن يفهم شيئاً في السلام!!!
لكن بما أنه لم يوضح لنا معنى السلام والجهد الذي ينشده، سنحاول فهم مراده من خلال ما جاء إلينا وما يراد منا بالنسبة لبلده (أمريكا).
نعم، سلامهم الذي ينشدونه هو أن نشحذ الهمم للتخلي عن الكرامة التي فطرنا عليها ورضعناها ونحن مازلنا في المهود، والجهود المبذولة هي إطالة أمد الحرب المفروضة علينا والتسلي بها.
سلامهم الذي ينشدونه هو أن نكبل بقيود العبودية والوصاية. والجــهود المبذولة هي فـــــرض الحصـــــــار والتشديد عليه بكل ما أوتوا من قوة دون التراجع عن أدنى شيء من ذلك.
السلام برأيهم هو أن اليمن ما تزال بكراً (غنيـــة بالثروات): والجهد هو سعي أمريكا لافتضاضها، وهذا قول السفير الأمريكي الأسبق إدموند هوول.
السلام الأمريكي هو قتل كلّ كبد رطب في اليمن سواءً كان إنساناً أو حيوانا. والجهود لتحقيق ذلك زيادة ضخ السلاح الأحدث عالمياً لمشيخات البترو دولار في القرى الخليجية الدنيئة.
سلام أمريكا المطلوب هو فرش الطريق لها بالورود ونفض كل معاني الحرية والكرامة والإباء، بل وحتى الانسلاخ من الهوية والدين والقيم والمبادئ السامية التي جبلنا عليها.
هذا سلام أمريكا. ولا ندري ماهية السلام الذي يجعل من الضحية جلاداً، بل ويجردها من أبسط حق من حقوقها في الدفاع عن النفس، أو المضي في الصمود واختيار درب المقاومة والمواجهة، كما يقتصد في تصنيفه بكل رجاحة عقل آسنة بأنه عقبة أمام أكذوبة عالمية تدعى السلام!!!
السلام وطريقه وكل احتياجاته هو تحلي أمريكا بالقيم الإنسانية والتزامها بمبدأ الاحترام للغير وعدم التدخل في شؤوننا، وكف يدها الخبيثة عنا، وعلى المبعوث الأمريكي ألا يزايد علينا بإطراءاته الحكيمة، والتي فندتها أعمال بلاده الساقطة في مختلف بقاع الأرض.

أترك تعليقاً

التعليقات