المسرحية الأمريكية شمال إدلب!
- مرتضى الحسني الأحد , 6 فـبـرايـر , 2022 الساعة 6:46:08 PM
- 0 تعليقات
مرتضى الحسني / لا ميديا -
فجر الثالث من شباط/ فبراير، أعلن البيت الأبيض مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، في بلدة أطمة شمال إدلب السورية، وذلك بتفجير نفسه بعد مواجهات استمرت لما يزيد عن ساعتين، مما أدى إلى وفاة حوالي 13 مدنياً بينهم أطفال.
الرواية على لسان الرئيس الأمريكي قالت إن العملية جاءت بإيعاز منه سبقها تخطيط دام شهراً من قواته «الشجاعة» -حد وصفه- أقصت أكبر الإرهابيين في العالم، وذلك لحماية الشعب الأمريكي وحلفائه ولجعل العالم أكثر أماناً!
هكذا كانت النبرة الأمريكية التي تخدع أمريكا بها العالم بادعائها مكافحة الإرهاب ونشر الأمان والسلام حول العالم، وتنثر الرماد على العيون حتى تغطي على أعمالها المخزية والمناقضة لكل ما تصرح به أمام الرأي العام العالمي.
أولاً: علينا أن نرجع إلى الوراء قليلاً إلى العام 2004 تحديداً، وفي سجن «بوكا» الأمريكي في العراق، حيث كان يعمل الشخص ذاته أمير محمد سعيد مولى مخبراً للقوات الأمريكية في العراق بعد القبض عليه، ويظهر مولى في التقارير الأمريكية أنه كان مفيداً، وتحديداً في تزويد الأمريكيين بالمعلومات اللازمة لملاحقة وحدة الدعاية التابعة لجماعة «القاعدة»، وكذلك ملاحقة غير العراقيين في منظمته، وهم متطوعون من جميع أنحاء «الشرق الأوسط» وشمال أفريقيا انضموا إلى التنظيم أثناء الاحتلال الأميركي للعراق.
المدعو مولى أو أبو إبراهيم استمر لفترة تزيد عن 4 سنوات يساعد القوات الأمريكية ويخدمها في العراق كمخبر وكمساعد لها في استجواب السجناء الذين كانت تلقي عليهم القبض، حتى أتت فترة ما بعد تموز/ يوليو 2008 ليختفي مولى، وبدون أي دليل حول كيفية خروجه من معتقل «بوكا» في العراق حسب «الواشنطن بوست».
وفجأة ظهر أبو إبراهيم مع ظهور تنظيم «داعش» في العراق وسورية، ومحتلاً منصباً قيادياً في التنظيم حتى تشرين/ أكتوبر 2019، ليُبايع خليفة خلفاً لأبي بكر البغدادي المنتهي دوره من الساحة والمستغنى عنه من قبل الأمريكي.
الراجح في الأمر أن هذه الشخصية الاستخباراتية انتهى دورها أيضاً في الساحة، كما أن بايدن بحاجة إلى إضفاء إنجاز عالمي أسوة بمن سبقوه وأيضاً كسب شعبية أكبر أمام منافسيه في الساحة السياسية الأمريكية، والأهم من ذلك هو زيادة لتلميع القوات الأمريكية ووسمها بأنها القوة الأكبر في العالم والتي لا تقهر، خصوصاً في هذا التوقيت الذي توشك فيه الولايات المتحدة على دخول حربٍ مع روسيا في الجغرافيا الأوكرانية.
السيناريو الأمريكي للتخلص من القرشي والبغدادي وبن لادن ومن قبله، وُضع من قبل المعارك، ولكن تنفيذه ليس إلا مسرحيةً أمريكية وبإخراج هوليوودي بامتياز مؤطراً بإطارٍ البراءة لأمريكا ومُخفياً لذلك القبح الدنيء الذي تنهش به أمريكا كل البلدان الغنية بالثروات وبخاصة النفطية.
أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، انتهى من الساحة والعيون صوب من سيكون البديل، فيما أمريكا تجهزه من خلف الستار والهدف ضرب الشام والعراق ومنطقة «الشرق الأوسط» عموماً.
فيا ترى من سيكون البديل؟ وكيف ستكون مسرحية نهايته؟!
المصدر مرتضى الحسني
زيارة جميع مقالات: مرتضى الحسني