اليمن في مجلس الأمن
 

مرتضى الحسني

مرتضى الحسني / لا ميديا -
تمثل اليمن في مجلس الأمن باقةَ وردٍ أحمر يتهادى بها الأعضاء الدائمون وغير والدائمين للتعبير عن حبهم المُكنن بالمصالح المشتركة وتبادل الأصوات والمنافع، دون الجدّية في التعامل مع ما يجري فيها من أزماتٍ إنسانية وجرائم حربٍ يرتكبها العدوان الغاشم الذي يتلقى الدعم من مجلسِ الأمن، بل ومن دولٍ دائمة العضويةِ فيه مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
أصدر مجلس الأمنِ بجلسته الأخيرة قراراً حولَ اليمن يقضي بتوسيعِ حظر ما يسمى توريد الأسلحة إلى «الحوثيين» ليشمل جميع الأفراد بدل اقتصاره في السابق على أشخاص وشركات معينة، القرارُ جاء بإلحاحٍ وضغطٍ كبيرين من الإمارات- العضو غير الدائم، وبصياغةٍ بريطانية وتأييدٍ روسي، حيثُ كان هذا التأييد تتويجــــــــاً للمغازلــة الروسية الإماراتيــــــة وبانت نتيجته في امتناع الأخيرة عن التصويت بشأن الحرب الروسية ـ الأوكرانية.
صحيح أن القرار كان موجوداً فـــــي السابق والقرار الأخير جاء للشمولية؛ ولكن مـــــا الهدف من هذه الشمولية أو التعميم على جميع القيادات الأفراد؟!
الهدفُ الأوضح فقدان الأمم المتحدة لحيادها تجاه ما يحصل في اليمن من نزاع مسلح مع السعودية والإمارات ومن يقف خلفهم. نعم، الجميع يعي أن الأمم المتحدة ليست محايدة في النزاع، ولكنها ستخرج بعدم حياديتها إلى النور بعد أن ظل طيلة السنوات الماضية مطموراً تحت أوجه الكذب والخداع.
أثبت مجلس الأمن هذه المرة أن المصالح فوق كل القيم، مع أنه لا يوجد قيم في التعاملات السياسية، وإن الجوهر القائم عليه يتمثل في «انفعني وأنا شانفعك» في تحقيق ما يبتغيه الأعضاء وما يحمي أطماعهم، وتعاملهم في ملف اليمن خيرُ شاهد ودليل.
عموماً، قرارهم الأخير لا يُسمن ولا يُغني من جوع، خصوصاً في ظل الوضعِ الراهن جراء ما هو قائم من حصارٍ يمنع دخول الوقود والغذاء وحتى الدواء، فما بالكم بدخول الأسلحة وفرض القيود عليها؟! ومع تبادل الحب بين الإمارات وروسيا ووجود بريطانيا وفرنسا وأمريكا ومن بجوارهم لن تكون الإماراتُ بمنأى عن هجمات اليمن ما دامت مشاركةً بالعدوان. كما أن روسيا لن تأمن غدرَ الإمارات في استمرارية الوقوف معها، فقلبُ الإمارات أقرب لأمريكا من روسيا.

أترك تعليقاً

التعليقات