مرتضى الحسني

مرتضى الحسني / لا ميديا -
هل آتت عملية كسر الحصار التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على مصفاة أرامكو في الرياض أُكلها، خصوصاً تزامنها مع ما يحدث حول العالم من حرب روسية أوكرانية عسكرياً وروسية عالمية اقتصادياً؟!
العملية الأولى التي نُفذت كردٍّ مباشر على استمرار القرصنة السعودية على سفن المشتقات النفطية في البحر الأحمر ومنعها من الدخول مما سبب أزمة خانقة فاقت كل الأزمات المسَببة من أول العدوان الذي يدخل قريباً عامه الثامن؛ لكن ما تزال سفن المشتقات النفطية محتجزة في البحر ولم تفرج سلطات العدوان إلا عن سفينة للغاز بحسب ما أعلنت شركة النفط اليمنية.
القوات المسلحة اليمنية نفذت العملية الأولى قبل ما يقارب الأسبوعين، وأتبعتها بعملية أخرى أمس الأول الأحد. الاستهداف كان مباشراً، ولكن الرياض كعادتها أظهرت العملية كأنها حادث عرضي، ومصنفة إياها بالعمل الإرهابي، وغضت الطرف كأن لم يحدث شيء. ولكن مع توجه العالم إليها، لاسيما أوروبا التي جعلت من النفط السعودي بديلاً أساسياً عن النفط الروسي، وضعها في خطرٍ أكبر من السابق أضعافاً مضاعفة، كون ذلك سيحرمها من الأرباح المهولة التي ستتحقق. لذلك ولأول مرة تحاول الرياض اللجوء إلى طاولة المفاوضات من بوابة مجلس التعاون الخليجي، الذي أعلن عزمه استضافة حوار في نهاية آذار/ مارس الحالي.
هذه الدعوة قابلها رد يمني بأنه لا يمكن الجلوس للتفاوض في أرض من يشن الغارات ويفرض الحصار ويدمر اليمن أرضاً وإنساناً، وأن المكان القابل للتفاوض فيه لن يكون إلا دولة محايدة لم تشارك في الحرب على اليمن، سواء من دول مجلس التعاون أم من غيره.
السعودية قد تكون من أكبر الدول استفادة من الحرب الروسية الأوكرانية؛ إلا أن هذه الاستفادة معقودة بكيفية تعاملها مع اليمن، فإصرارها على التعنت سيجعلها تخرج من المولد بلا حمص، فلن يفلت اليمنيون فرصة كهذه لضرب السعودية، كون الوجع سيؤلم أكثر ويحقق أهدافاً أعظم، والخيار متروك للسعودية بين تعويض خساراتها التريليونية خلال الأعوام السابقة، أو المجازفة بفرصة كهذه والتوكيد على التعنت والفجور في حربها على الشعب اليمني.
حتى الآن مازالت السفن محتجزة، والشعب يعيش أزمة خانقة أضرت المواطن في كل شيء حتى قوت يومه، ورمضان على الأبواب مما سيزيد أبواب الحلول تعقيداً ويجعل صنعاء تتخذ قرارات أكثر جرأة من السابق في ضرب السعودية، وسيجعل ما لم يكن بالرضا يكون «بالصميل».
عموماً، ما اتضح أن العملية الأخيرة آتت أكلها، ولكن بطريقة غير مباشرة، ولكنها أجدى من السابقات، فاتجاه السعودية للحوار دون دعوة من الأمم المتحدة يخبر بأنها بدأت تميل إلى ترجيح العقل والمنطق وتغليب المصلحة الذاتية على ما دونها.

أترك تعليقاً

التعليقات