يافطة المساعدة الإنسانية!
 

مرتضى الحسني

مرتضى الحسني / لا ميديا -
دائماً تزداد حركة المنظمات الإنسانية والإغاثية التابعة للأمم المتحدة أو  لغيرها في المجتمعات المشحونة بالصراعات والنزاعات المسلحة أو الفقيرة تحت يافطة المساعدة الإنسانية، ومنح الإنسان فرصاً تعينه على نوائب الحياة في مجتمعه الذي هو محوره وأساس تكوينه، وليس أولئك الغرباء الآتين لدعمه بحد زعمهم.
سنوياً، تجتمع منظمة الأمم المتحدة لجمع مليارات الدولارات من المتبرعين للمنظمات التابعة لها، مثل اليونيسيف واليونسكو وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الهجرة... وغيرها، بغرض المساعدات الإنسانية، ناهيك عن الجلسات الطارئة في بعض الأحيان، وخصوصاً عند حصول نزاعاتٍ مسلحة في بلدٍ ما.
الأموال تُجمع والخزائن مترعة بالمليارات والتبرعات تزداد تناسلاً؛ لكن الهدف من ذلك يزداد نماءً، فالفقر وبحسب تقديرات الأمم المتحدة ذاتها، انضم ما بين 143 مليوناً و163 مليوناً من الفقراء في العام 2021 إلى جوار 1.3 مليار فقير حول العالم، لاسيما في أفريقيا وجنوب آسيا، وأعداد النازحين والمهجرين تجاوزت 100 مليون إنسان.
بالتأكيد وبلا أدنى شك سيتزايد ذلك أكثر فأكثر، فالمنظمات التابعة الأمم المتحدة وغيرها لا تركز على تمكين المجتمعات ودعمها، بل تسعى إلى تفكيكها وإدخال الانحلال الأخلاقي، وخصوصاً في الدول ذات الطابع المحافظ، وبلدنا خير مثال على ذلك.
فمثلاً، السكان في المناطق الريفية بحاجة إلى دعمٍ وإرشاد في المجال الزراعي وشد الأطفال إلى المدارس، لكن المنظمات تركز على الدعم  في المجال الجنسي والإرشاد في كيفية استخدام الواقي الذكري وحبوب منع الحمل وإعطاء المحاضرات والدروس في أضرار ختان الإناث ومشكلاته.
وفي المجمتع الحضري الناس بحاجة إلى إعطائهم قدراً عالياً من التعليم العالي، ومحاولة إيجاد فرص عمل؛ لكن المنظمات تركز بشكلٍ رئيس على أهمية حقوق المرأة في المجتمع وأهمية الاختلاط ومشاركة الرجل، مع أنه ليس هناك أي فائدة سيحصدها المجتمع من أمورهم هذه، فالمرأة في مجتمعنا تتعلم وتعمل.
أيضاً أكثر شيء مقزز للغاية هو إنفاق المنظمات للأموال، فأكثر من ثلثي الأموال المجموعة تذهب تحت اسم النفقات التشغيلية والتدريبية للكوادر التابعة لها، إذ لا يقل راتب أدنى موظفٍ فيها عن 500 دولار شهرياً، ما يكفي أسرة كاملة مكونة من خمسة أفراد لثلاثة أشهر، علاوةً على تدريبات الكوادر على نفخ البالونات ولعب الغميضة التي على ما يبدو أنها ذات أهمية كبيرة لا يعلمها إلا الراسخون في المنظمات!
كثرت المنظمات وضررها أكثر من نفعها، فالمجتمعات لا تزال في فقرها والانحلال بسببها يزداد انتشاراً، فالمشكلات التي أُريدَ حلها راكمتها تعقيدات، وعلى المعاناة تقتات المنظمات، ولولا الحروب والنزاعات ما بقيت منظمة.

أترك تعليقاً

التعليقات