حمود ومباهلاته
 

مرتضى الحسني

مرتضى الحسني  / لا ميديا -
أعلن حمود عباد، الأسبوع الماضي، في مؤتمرٍ صحفي، عن إنجازات أمانة العاصمة في عهده في المجالات التنموية والخدمية بتكلفة تجاوزت 72 مليار ريال خلال عامٍ واحد، ومحتفياً بهذه الإنجازات التي يصعب حصرها، وخصوصاً في ظلّ هذه المرحلة الاستثنائية والمفصلية في تاريخه - الحافل بالفساد التابع له في كل منصبٍ تقلّده.
إنجازات «حمود» كان النصيب الأكبر فيها للطرقات، التي فاقت تكلفتها 15.5 مليار ريال لـ156 مشروعاً، والحمد لله لقد لمسنا هذه المشاريع بتكاثر الحفر واتساعها، وأيضاً أحاسيس عمنا «حمود» ومشاعره نحونا لو «نتحكول» (نتعثر) بالحفر المنجزة، أضاف لنا مشاريع إنارة تعدت مليارين وثلاثمائة مليون ريال لكي نراها ونقع فيها عن علم ودراية. آه كم كنا بحاجةٍ لمثل هذه الأحاسيس والمشاعر!!
وأيضاً في طريق «حمود» و»أمانته» إلى التقدم ونحو الاكتفاء الذاتي وبتكلفة تجاوزت المليار وستمائة مليون ريال عملوا على استصلاح الأراضي الزراعية والإرشاد الزراعي، ولا ندري أين هي هذه الأراضي المستصلحة في منطقة كالعاصمة لا يوجد فيها أراض زراعية وفي منطقة حضرية!! هذا خلافاً لمشاريع المياه والصرف الصحي التي بُذلت في سبيل إصلاحها قُرابة الثلاثة مليارات ريال، وتمثل نجاحها في كثرة انقطاع المياه وزيادة انسدادات قنوات الصرف الصحي وكثرة فورانها في الشوارع وفوح الروائح الكريهة في مختلف أحياء أمانة العاصمة. أما منجزات النظافة والبيئة فحدث ولا حرج، فالقمامة تتجاوز أعداد ملايين الريالات التي قيل بأنها صُرفت عليها.
أما المباهلة الأخيرة حق الحاج حمود فهي في قطاعي الصحة والتعليم، الزائدةِ عن سبعة مليارات ريال. بالنسبة للصحة فلم نرَ كثرة حالات الوفيات بالأخطاء الطبية مثل الأعوام الأخيرة، ولا رداءة في المستشفيات الحكومية وتدني خدماتها مثلما يحدث مؤخراً، وترك المستشفيات الخاصة بدون رقابة أو متابعة لتعمل كما يحلو لها... أما قطاع التعليم فلا يحتاج إلى تعليق، لأن الواقع يفرض نفسه وبقوة.
واقعياً، إنجازات حمود عباد ليست سوى طنطنات تؤذي آذاننا، وفقاعات ينفخها مطبلوه ولوبيه المنتشر في كل مفاصل أمانة العاصمة. والمليارات المنفقة تبتلعها جيوبهم وأرصدتهم، ومتعلقون بشماعة العدوان، وتضرب بتضحيات الشعب من جوعه ودم فلذات أكباده عرض الحائط.
الشعب اليمني يموت جوعاً في سبيل أن يستعيد حريته، ويصب دماءه في درب كرامته، وينفق الغالي والرخيص في سبيل استعادة عزته وأمجاده، بينما الفاسدون يتبارون للتكسب من هذه التضحيات وجعلها أثافي ليُنضجوا بها مآربهم الشخصية، ويستغلون نقاوة الشعب وبساطته؛ ولكن لن يمروا مرور الكرام.

أترك تعليقاً

التعليقات