في ستة أيام
 

مرتضى الحسني

مرتضى الحسني / لا ميديا -
في ستة أيامٍ خلق الله السماوات والأرض، ثم استوى على العرش، فبرزت بهذا عظمة الله وقدرته التي لم ولن يشابهه أحدٌ فيها، فأضحت هذه الستةُ الأيام محفورةً في الأذهان لتبرهن على قوة إعجاز الله والتي وثقها القرآن الكريم. وفي ستة أيام أخرى أيضاً عادت قوة الله وقدرته لتتجلى من جديد، ولكن هذه المرة كانت على أيدي ثلة من جنده المخلصين في جبهةِ حرض الحدودية الذين واجهوا ألوفاً من جحافل المرتزقة والجنجويد والمحتلين، وما انكسروا وما وهنوا رغم كل ذلك.
صبّ العدو كلّ نيرانه الجوية والبرية والبحرية على حرض ومن فيها من مرابطين، وزحف بعشرات الألوية العسكرية وما فيها من معدات ثقيلة وحديثة وما إليها من تكنولوجيا، من كل اتجاهات المدينة بُغية السيطرة عليها وإحراز نصر يتوسم به أمام أسياده الأمريكيين والبريطانيين و«الإسرائيليين» ومحاولة لغسل عار الهزيمة الذي يلاحقهم منذ سبع سنين، وخاصة في هذه الجبهة المفتوحة التي يعتقدون بسهولتها مقارنة بما يحوزونه من عتادٍ وعديد.
ابتدأت المعركة في حرض عسكرياً، وزاد ذلك بث الرعب في قلوب الناس وتسخير المرجفين من شذاذ الآفاق في شتى وسائط الإعلام وادعاء إحراز التقدمات الوهمية، خلافاً للذي يحدث في الواقع الذي لم يعطهم شيئاً سوى الخيبة والفشل طوال الستة الأيام التي هجموا فيها. والفشل لم يكن في الهجوم فقط، بل سبقه فشل اتخاذ القرار بالهجوم دون حسبان لتلك الجغرافيا التي انصهرت بكيان المجاهدين فيها وانصهروا هم أيضا بها، ليشكلوا أخاديد من بقية التفاصيل الإعجازية المتبقية من خلق الأرض والسماوات التي وهبها الله لصفوة الصفوة من عباده.
في معركةِ حرض الأخيرة جسّد المجاهدون لعلماء البيولوجيا المظهر الأمثل لكيفية الانقراض البشري بشكلٍ لم يسبقهم أحدٌ إليه، وأعطوا للفيزيائيين أمثلة تعامل الأجسام مع درجات الحرارة المرتفعة، مع برهنتهم على فشل الأشعة فوق الحمراء وتحت البنفسجية في التعامل مع شراسة المقاتل اليمني وكفاءته، وأعطوا أيضاً نماذج مجانية لكل الأكاديميات العسكرية لتتعلم وتأخذ الخبرة في كيفية إدارة المعارك وخوضها، وأيضاً درساً لكل غازٍ يطمع في احتلال اليمن يخبره بأن اليمن مقبرة الغزاة.

أترك تعليقاً

التعليقات