وطن «مفوتر»!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
ما هو الوطن؟ بحسب التعريف العام المتداول هو المكان الذي ولدنا فيه، وعشنا في كنفه، وكبرنا وترعرعنا على أرضه وتحت سمائه، وأكلنا من خيراته وشربنا من مياهه، وتنفّسنا هواءه، واحتمينا في أحضانه، فالوطن هو الأمّ التي ترعانا ونرعاها.
لكن تعريف الوطن في وقتنا الحالي بعد أن ولدنا وكبرنا فيه أصبح «فوترة» وندفع مبالغ مالية لكل شيء. ندفع مقابل إيجار للمكان عشان ننام. مبلغ يقدر بألف وخمسمائة إلى ألفين ريال وأكثر يومياً عشان ترقد بشقة على شارع تملأه ضجة وسائل النقل والدراجات النارية. شقة لا تصلها عين الشمس. لا حوش ولا سقف، تغسل ملابسك داخل الوطن، أقصد داخل الشقة وتضحي ملابسك داخل الشقة حتى تجف. بابك للشارع والحارة مما ترغم ابن الوطن المستأجر يسجن أطفاله داخل الشقة ونعثوا روحك وهدوءك وقلافدك، هذا هو الوطن.
الوطن في التعريف العام أنك تترعرع فيه، لكنك أصبحت تتبهذل فيه. نشرب مياهه بمقابل مالي. نستضيء من ضوئه بمقابل مالي أسبوعي. ندفع ونسدد فواتير لكل شيء نحتاجه في الوطن.
داخل الوطن ندفع مقابل للأكل والشرب والنوم والضوء والمجاري والتعليم والصحة والملابس و.. و.. إلخ. أيضا البائع وصاحب المحل يدفع ضرائب للوطن. وطن الزلط والإتاوات والدفع مقابل كل شيء تحتاجه داخل هذا الوطن.
وهذه هي الحقيقة يا قيادتنا ويا مسؤولين. فقط باقي معانا الهواء مجانا وعلينا أن نحمد الله على مجانية الهواء. أتحدى مسؤول بالدولة ينكر هذا. كل شيء في الوطن أصبحنا نحصل عليه بمقابل مالي وزلط. ورغم ذلك سندافع عن الوطن بكل ما نملك عسى الله يهدي الوطن ويحن علينا قليل بمجانية الصحة والتعليم أقل شيء.
صدقوني عشان يشعر المواطن بالوطن أتمنى من الجهات المسؤولة عليه أن تقدم شيء وخدمات لأبناء الوطن بدل التطنيش والتماهي مع الرأسمالية والمادية القاتلة للمواطن. هذا وطن مش مول تجاري عشان نعيش فيه بعد تسديدنا فاتورة لكل شيء نحتاجه.

أترك تعليقاً

التعليقات