الشارع مش حق أبوك
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
اليوم وأنا راجع للحارة حقنا وجدت عمال النظافة الأبطال يكنسوا وينظفوا الحارة حقنا، قلت والله عيب أجزع من جنبهم وما أساعدهم، وقمت بالواجب أنا وصديقي أكرم صياد ابن حارتنا الشهم. والله عيب إنه نحنا بـ2023 ومازلنا نرمي أوساخنا والقمامة للشارع. بطلوا جملة «قد الكل يرمي للشارع»، وتقوم ترمي للشارع تقلد وتتأثر بالعادة السيئة.
حتى إذا الكل مهمل ويوسخ ويرمي للشارع والشارع وسخ من طرفه لطرفه لا ترم للشارع، فقط التزم أنت وحدك وارم بالمكان المحدد للقمامة، دع الآخرين والبقية يرموا، وإذا تقدر تنصح الآخرين انصح انصحوا بعضكم عن النظافة، تساعدوا مع عمال النظافة ونظفوا شوارعكم.
النظافة مش محصورة فقط بمنزلك وشكلك الشخصي، النظافة كمان مرتبطة في شارعك وبلادك، لا ترم أي شيء لوسط للشارع، لأن الشارع مش حق أبوك وعيب بحقك كيمني لأن شارعك هذا يمثل ثقافتك. مش أنت على أساس أصل العرب، بس ضروري تعرف أن أصل العرب أجدادك ما كانوا يرمون المخلفات والقمامة لفوق خلق الله.
النظافة كمان مش مبادرات موسمية، النظافة دائما وثقافة مستدامة، البلدان والشعوب تُقاس بنظافة شوارعها وليس بنظافة منازلها فقط أو منظر أبنائها وزلطهم و.. إلخ.
وللأسف لم تقم المدارس والجوامع والجامعات وبعض الوسائل الإعلامية بدورها كما يجب في تكريس النظافة العامة، يعلموا أطفالنا في المدارس النظافة الشخصية فقط؛ كيف يقص أظافره وشعره وينظف ملابسه. طيب والشارع يا مدارس ويا جوامع ويا خطباء عادي مش مهم يكون نظيف. لذلك تشاهد الشوارع متسخة ومليئة بالمخلفات، لأن المواطن يتعامل مع الشارع حق الدولة وتجده في آخر المطاف يلوم الدولة والبلدية على ذلك.
أيضا على الجهات المعنية أن تقوم بدورها أكثر ولا تكتفي بما هو حاصل، أيضا عليها توفير براميل القمامة في الأماكن المحددة وبشكل مدروس ومخطط، وأن تقوم بالتواصل مع المدارس والجوامع والجامعات والإعلام لأجل التوعية بالنظافة. نحن من نجعل بلدنا وشوارعنا متسخة. والغريب أن اليمني عندما يسافر خارج البلاد يلتزم بالنظافة ويضع القمامة في الأماكن المخصصة لها، ويعود لليمن يرمي للشارع.. مؤسف جدا!

أترك تعليقاً

التعليقات