أحب ولا أحب
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -

لا أحب انتهاء الليل، ولا أحب انتهاء أغصان القات ولا أغاني جورج وسوف ولا الحزن. هل ستصدقونني يا أصدقائي إن قلت لكم إني أجد فرحي وأحلامي وحقيقتي وسط الحزن. في الحزن أجد روحي وحيدة، نتحاسب ونرتب لأحلام وفرص جديدة، لا أثق أنها ستتحقق.
في الحزن أتشفى بالكلمات الأخيرة التي بسببها خلق الحزن، وأنا الآن أستسيغها وأتذكرها، وأرتب أوراقي على ضوئها. بينما في الفرح تنسى أخطاءك ولا تتشفى، وتعيد آخر كلمات البشارة التي خلقت فرحك.
كما أنني لا أحب الذكريات والكلمات التي صادفتها على عجل وشعرت أنها حقيقية وبدون تكلف. لا أحب مارتن غريفيتث والذين سبقوه بزي الإغاثة والاحتلال المكرفت والناعم. لا أحب الإغاثات ولا المساعدات القريبة من انتهاء صلاحيتها، ولا أحب الناشطات والمصرحين بقمامات في قنوات «الحدث» و«العربية» و«الإمارات».
لا أحب قنوات الإخوان التي تبث من ضواحي العواصم الداعمة للعدوان. لا أحب الفوضى وقت نزول هاجس الكتابة، ولا المقاطعة في الحديث، ولا التطويل وكثرة الرغي والكلام من أمثال وضاح الجليل وحمزة الكمالي و... الخ، التي تجيب الغاثي لا أحب الوجبات السريعة ولا قطع الحلوى المزخرفة، ولا أدوات وأجهزة العصر والتكنولوجيا الحديثة، ولا بورصة العملات الأجنبية والحدائق المغلقة.
لا أحب المراوغة والاحتيال واللف والدوران للمحتل الذي يحتلك تحت مبرر الزيف والقوة والمنطق المنحرف، فأنا أحب أن أطلق على هذا المحتل بأنه غازٍ ومجرم حرب وابن ستين قذر ومنافق.
أحب أغاني الراب وأغاني محمد رمضان الهابطة والمشوهة للذائقة. أحب انتهاء الحرب والحصار، وانتهاء الغزاة ولا تبق منهم يا الله حتى نفر واحد في أراضينا كلها، ارفعهم يا الله من الجبال والوديان والصحارى والقفار.
أحب عودة الرواتب وسيارة عمي التويوتا، وإريال تلفازنا المعتلي بالسطح فوق عصا خشبية وأنا ألفه في كل اتجاهات الأرض، باحثا عن إشارة البث، لكي تشاهد أمي ملامح شخصيات مسلسل «ليالي الحلمية» ومسلسل «سوق العصر» واضحة.
أحب عودة السينما، وعودة الكهرباء والماء للمنازل ونملأ الخزانات والدبيب والبرك والمشاتل. أحب أيضاً أن أسمع صوتك وأقرأ كلماتك يا عزيزتي. أحب قراءة الصحف والروايات والشعر وقصائد أمل دنقل والشاعر الرائع صلاح الدكاك والشاعر توفيق الزكري.
وأخيراً أحب أمي وأبي، أحب أسرتي وطفلي، أحب أهلي وشعبي الصامد العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات