صليب العودة
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
منذ سنوات ونحن هنا في العاصمة صنعاء غير قادرين على العودة إلى الريف في جنوب تعز، إلى قرانا المهملة الوقعة تحت ساطور المحتل ومرتزقته.
غير قادرين على العودة إلى الأرض التي خلقنا ونشأنا وترعرعنا وكبرنا فيها. لقد اشتقنا كثيرا إلى الهواء والتربة والأقارب وكل شيء هناك. لماذا لا نعود؟ ما الذي يمنعنا؟ تمنعنا البشاعة التي يقوم بها من فرضهم التحالف كمرتزقة أوصياء على تلك الأرض، ليس لأنهم الأفضل، بل لأنهم الأسوأ والأقذر بأعمالهم الإجرامية.
هنا أتحدث عن المليشيات التي تسيطر على تعز المدينة وريفها الجنوبي، لاأاتكلم عن المواطنين البسطاء الذين يعانون من انتهاكات تلك المليشيات التابعة للتحالف.
بالأمس شاهدت مقطع فيديو بشعا تداوله الناشطون لمواطن مسكين يدعى عبدالباقي محمد وهو من أبناء منطقة ظهرة ذي البرح عزلة النيداني الصراري صبر الموادم محافظة تعز الواقعة تحت سيطرة العدوان، وهو يتعرض للتعذيب والاعتداء والصلب من قبل طراطير ومرتزقة تحالف العدوان بعد أن قاموا باعتقاله أثناء مروره بسيارته في المنطقة وبحسب ما وصلني أن المرتزقة اعتقلوه وعذبوه بتهمة كيدية وأنه متعاون مع “الحوثيين”.
وقد نقل الزميل الصحفي ومراسل المسيرة جميل المقرمي على صفحته بالفيسبوك أنهم اعتقلوا وعذبوا عبدالباقي لأنه قبل أربعة أيام قام بإلقاء القبض على أحد المرتزقة وهو يسرق أملاك المواطنين في المنطقة، والآن المرتزق ينتقم من المواطن المسكين عبدالباقي بمبررات مزيفة.
حتى وإن افترضنا مثلا أنه كان متعاونا مع “الحوثيين” وإلا حتى مع الجن، هل هكذا يتم تعذيبه وإهانته، حتى لو كان يقاتل وتم أسره، هل ديننا وأخلاقنا وعاداتنا ترضى بممارسات وإجرام المرتزقة تلك بحق عبدالباقي؟
هذه الجريمة ليست الأولى في تعز، فقد تم اعتقال وتعذيب وقتل وصلب وسحل أبرياء كثر بتهمة “التحوث”.
وضع مقلق ومحزن وانتهاكات بالمئات ينفذها مرتزقة التحالف بتعز بحق المواطنين ولا تسمع أي صوت ولا يصدر أي تنديد من المنظمات الإنسانية التي شغلتنا بالحقوق والشعارات والكذب طوال سنوات.
وبعد هذا الإجرام من الذي سيعود إلى قريته وهو “مفروز” وعليه تهمة كيدية أطلقها المرتزقة، فقط لأنه يسكن في صنعاء؟ لا أحد! لقد وصل بهم الإجرام أنهم يفرزون حتى خطواتك ونظراتك وليس كلماتك ورأيك. وإذا الشوق والحنين زاد إلى بلادك وغلبك تماسك وابق هنا ولا تعد إلى مكان غير آمن وتجد نفسك معلقا ومصلوبا كالمسيح، كعبدالباقي المسكين الذي لم ينقذه أحد.

أترك تعليقاً

التعليقات