محمد القيرعي

محمد القيرعي / لا ميديا -
طبعاً، ربما نما إلى علمكم أن دويلة أبناء زايد الإماراتية منعت الأسبوع الفائت خادمها المخلص رشاد العليمي من زيارة مناطق الساحل الغربي في اليمن، والمخا تحديدا، التي تعد مرتعاً إماراتياً مشحوناً بأدواتها ومرتزقتها الكثر والمنظمين بما يربو على 19 لواء عسكرياً ومليشياوياً تتوزع على امتداد المناطق الممتدة من رأس العارة وحتى مديريات الحجرية وصبر، ومن خور عميرة إلى مناطق يختل ومحيطها بمساحة جغرافية تتعدى الـ150 كيلومتراً مربعاً.
طبعاً، ما الذي كان يتوقعه جنرال الغفلة، رشاد العليمي، حينما تم تنصيبه من قبل أسياده في الرياض وأبوظبي خلفاً لخادمهم الأسبق الأفندم هادي؟! ألم يكن على دراية يا ترى بأن الإذلال بحد ذاته يعد من أبرز سمات العمالة لمن يرتضي طوعاً خيانة شعبه ووطنه والتفريط بأمنهم وأعراضهم وكرامتهم القومية؟! لدرجة أكاد أجزم معها أن هذا العليمي (المدكتر على طريقتهم) لا يملك في الواقع القدرة أو الصلاحية ربما لارتياد حتى فراش الزوجية خاصته دون الحصول على إذن مسبق من أسياده في أبوظبي والرياض! أوليس هذا ما تقتضيه عروبة العربان في زمن النسوان، يا سعادة العليمي؟!
ألم يدُر في مخيلتك البتة، حينما نصّبوك كمندوب سامٍ لهم في بلادنا وضد إرادة شعبنا، أن دورك المرسوم والمحدد لخدمة بلاطهم السامي لن يتعدى في مطلق الأحوال حدود مهام الوصيفة فقط، التي وإن حظيت بنوع من الحظوة من قبل أسيادها، فإنها لا ترتقي سوى إلى مرتبة «عا...ــرة» متبرجة ومكرسة فقط لإشباع شبقهم الجنسي والانحطاطي، وليس لمشاركتهم مصائرهم؟!
ألم تتضح لك الصورة بعد من خلال معاملتهم الازدرائية والمهينة لك في ديسمبر الفائت 2024 حينما رفضوا خلال زيارتك المخزية لعاصمتهم الموبوءة أبوظبي، حتى مجرد استقبالك أو الالتقاء بك أو منحك أدنى قدر من الاهتمام الشكلي والدعائي الذي تفرضه ضرورات النفاق السياسي في مثل هذه الحالات، على الأقل بوصفك رئيس مجلس رئاسي معترف به من قبلهم، إلى حد أن حتى ابتهالك وصلواتك التي رددتها بخشوع المؤمنين الحقيقيين خلال تلك الزيارة على أرواح «شهدائهم» الذين ضحوا من منظورك اللانبطاحي في «سبيل نصرة وحرية اليمن» لم تحظ بالعرفان أيضاً من قبلهم؟!
ألم يكن هذا الموقف كافياً لك للتدليل على أن مقامك الشخصي والتمثيلي لديهم (كرئيس دولة مفترض) لم يرتقِ حتى إلى مستوى الأهمية الاعتبارية التي يحظى بها أحقر كاهن يهودي ممن يتوافدون تباعاً في ظل طفرة التطبيع من «تل أبيب» لاغتراف بعض المتعة المتوافرة بمجون في مواخيرهم الليلية؟!
طبعاً، ليس لديّ أدنى شك في أن مهرجي أبوظبي قد هدفوا أساساً، سواء من خلال خطوتهم الأخيرة المتمثلة بمنع العليمي من زيارة المخا أو من خلال ازدرائهم العلني لشخصه ولمقامه المفترض إبان زيارته عاصمتهم في ديسمبر الفائت، إلى تذكير العليمي وحاشيته وأمثاله من طوابير العمالة والارتزاق، تذكيرهم أولاً بأن دور ووظائف الخادم لا تتعدى في مطلق الأحوال حدود التنفيذ الطوعي والإلزامي لرغبات أسيادهم، وليس لاتخاذ القرارات عوضاً عنهم، ولتذكيرهم في المقام الثاني بأن الهدف الرئيس أصلاً من وراء تجنيدهم كأعوان ومرتزقة من قبل معتمري الدشداشات لا يكمن فحسب باكتساب ولائهم الشخصي والانبطاحي المفتوح، بقدر ما يتمثل في استخدامهم كأدوات عبور فقط لفرض هذا الولاء الانبطاحي والعبودي المجاني على عامة الشعب اليمني من أقصى البلاد إلى أقصاها.
وهذا الأمر، الذي وإن كانوا قد أدركوا حقاً صعوبة تحقيقه حتى الآن خلال سني العدوان بكل مجونها ودمويتها وبربريتها، هو ما دفعهم إلى الإفراط في استعباد أدواتهم وإذلالهم علناً، من باب التنفيس عن مكنوناتهم النفسية المحبطة ليس إلا، جراء الاستجابة الثورية الظافرة والمقاومة للشعب اليمني، ولإثبات هيمنتهم الاستحواذية على خارطة الأحداث والجغرافيا الوطنية من خلال مسوخ الوطنية هؤلاء.

أترك تعليقاً

التعليقات