محمد القيرعي

محمد القيرعي / لا ميديا -
ليل الجمعة، أطل الزميل العزيز نعمان الحذيفي من على شاشة «اليمن اليوم» المستنسخة إماراتيا لتسويق عدوان مهرجي الخليج ضد بلادنا وتبريره، وهو (أي الحذيفي) يندب حظ شبابنا المهمشين «الأخدام» الذين تستهدفهم «مليشيا الحوثي» على حد زعمه عبر تجييشهم للجبهات ولمراكز الدورات الثقافية والجهادية والفكرية... إلخ.
لكنه تعمد في هذا السياق إغفال حقيقة أنه وفي مقابل قيام «الحوثيين» بتلك الخطوة، فإن مليشيا الارتزاق هنا في مناطق حكم شرعية العمالة تقوم هي الأخرى بحشدهم وإرسالهم بشكل مباشر إلى حتوفهم وقبورهم وإلى ثلاجات الموتى في المستشفيات المتعددة عبر تكريس لعبة القتل والسحل والازدراء المجاني المفتوح لكل ما هو «خادم» ومهمش.
ربما أنني أتفق مع طرح الزميل نعمان الحذيفي من منطلق أن تحشيد «الحوثيين» لشبابنا قد يؤمّن لهم واحدة من أسهل وأكثر طرق الموت نجاعة وفاعلية؛ لكنهم يموتون على الأقل في ميادين مشرّفة يمكن الاعتزاز بها، رغم عدم صلتنا أصلا ونفعيتنا كطبقة مسحوقة بدوامة صراع القبائل. وذلك على عكس من تم ويتم إرسالهم في مناطق المرتزقة لقبورهم على طريقة الغرب الأمريكي الموحش دون أدنى اعتبار لآدميتهم وكرامتهم وقيمتهم الإنسانية.
ولو أجرينا استقصاء مقارناً لعدد من سقطوا في مناطق المرتزقة، ومن سقطوا بمعية «الحوثيين» فسنجد أن كفة المقارنة ترجح لجهة شرعية الارتزاق، الذين قضوا بالمجان بسبب لون بشرتهم الداكنة ووضعهم الاجتماعي الدوني.
مع أنني في الخلاصة أفضل هنا طريقة «الحوثيين» في التحشيد الذي وإن كان يخلو من سمات الإشراك الفعلي والإيجابي المثمر لفئاتنا في المعترك السياسي والوطني، إلا أنه يمنح لشبابنا وأجيالنا الصاعدة فرصة الإلمام الجدي بسبل التمرد والمقاومة التي قد تضيف إسهامات حيوية ونوعية على طرق ووسائل كفاحنا الطبقي المستقبلي.
فهناك فرق بين أن تسقط بضربة من فأس أو مطرقة أو بندقية ملتحٍ خونجي معتوه، كضحية لهوس إجرامي بسبب لون بشرتك الداكنة، وبين أن تموت بطلقة قناص أو بقذيفة مفرقعة انطلقت من بندقية أو فوهة مدفع مرتزق؛ لأنك تحظى على الأقل في هذه الحالة بالخسارة مع كل ضحايا الجبن والعمالة والارتزاق، فيما في الحالة الأولى لا تحظى حتى بجنازة محترمة.‎

أترك تعليقاً

التعليقات