دولة المتعلقين!
 

عمر القاضي

عمر القاضي / لا ميديا -
زمان في عهد رشاد العليمي، الذي هو الآن «رئيس المجلس الرئاسي»، أيام ما كان عاده وزير داخلية، رحت قدمت بكلية الشرطة واختبرت تحريري، وأجريت لياقة بدنية ونجحت.
اللياقة البدنية وما أدراكم ما اللياقة البدنية، وصلت لعند اختبار اللياقة البدنية، في تلك الفترة كانت مسافة الجري من عند بيت البشيري جنوب السبعين إلى منصة السبعين التي قصفها التحالف الله لا ألحقهم خير.
طبعاً، كلية الشرطة تطلب الحد الأقصى الذي تحتاجهم 200 طالب، ومثلهم يدخلوا إضافي، يعني سرقة ومحسوبية ووساطات والذي يدفع زلط. وكان المسجلون المتقدمون حينها حوالي 14 ألف طالب، كلهم يتنافسوا على 200 مقعد لا غير. ورغم ذلك كاحشت بينهم وسجلت صميل.
المهم، نرجع لعند اختبار اللياقة البدنية وضحك ومسخرة الداخلية والعليمي على خلق الله كلنا الـ14 ألف طالب وقفنا وقفة رجل واحد جوار بيت البشيري منتظرين الصفارة، الضابط صفر إلا ونحن جرينا باتجاه السبعين.
كنت وقتها عادنا رياضي، ومكاننا رياضي، الجميع جرى، أنا كنت تقدمت بالجري وفي الصفوف الأولى للمتسابقين.
أول ما دخلنا على السبعين نجري التفت للخلف وما عاد باقي إلا شغمة طلاب يجروا بالخلف، أين جزعوا بقية الـ14 ألف طالب؟! مدري.
التفت للجهة المقابلة وأنا أجري أشوف الطلاب متعلقين وراكبين فوق السيارات، وعمر هو والشغمة الطلاب عيال الفقراء والفلاحين يجروا من صدقهم.
مغالطة عيني عينك، وصلنا عند المنصة وقد أغلب الطلاب المتعنقلين الذين كانوا خلفنا قد وصلوا المنصة وسبقونا أنا والشغمة اللي معي.
دخلوا اختبار اللياقة وهم منسقين مع أهاليهم وأقاربهم يحضروا بالسيارات عشان يتعلقوا معاهم.
المهم، أنا والشغمة اللي كنا نجري في بداية المسابقة وصلنا المنصة جري وآخر ناس.
مدري كيف عاد اعتمدوا النتيجة.. قلك هؤلاء المتعنقلين بيكونوا رجال دولة وبيحموا الأمن والوطن.
واضحة، بيتخرجوا للأقسام يتعلقوا فوق خلق الله وهات يا ابتزاز واختلاس، خلسوا جلودهم! ويجي واحد يقولك في أيام صالح كان في دولة، أيوه دولة المتعلقين والفاسدين.
شاهدتم على فاسدين ودولة كانت معانا، وإلا يجي واحد يقولك مدري من انقلب على الدولة؟ يقلبه عبده أنعم، إيش من دولة؟!
المهم بعد اللياقة البدنية، دخلنا اختبار الطول والعرض والصحة وتجاوزتها.. وبالأخير هذا العليمي ولجنته بالمقابلة الشخصية ما عاد وافقوا علينا.
ليش لأنك مش من أسرة العليمي وليس من المواسط والنشمة وسنحان وإلا ابن شيخ، كان عدد الطلاب الذين تقبلهم الكلية مقسمين للشيخ فلان، والوزير علان، والفندم زعطان، والمحافظ فلتان.
تصدقوا كان كلما تفتح كلية الشرطة باب التسجيل يدخلها فقط من بيت العليمي والبركاني، حوالي أكثر من عشرين طالبا وأغلبيتهم لقبهم العليمي والبركاني، بينما نحن عيال الفقراء الكادحين كرشوا أفكارنا سع الكلاب.
الذي كان فاسد زمان وعاده وزير مع عفاش لا تعول على أبوه.
يعني كنا بنخدم الوطن مارضوش. أحسن فاتنا الآن شهيد الواجب والفساد.
جلست ثلاثة أسابيع سارح مروح أمشي رجل للكلية وأتشحطط. وبالأخير يوم كرشونا خرجت ودعيت دعوة يا رب تخلهم سارحين مروحين.. أين؟! مدري!
دعيت ورجمت وما حددت الوجهة، الآن العليمي هو والمجلس حقه سارحين مروحين من فندق بالرياض لعدن ورجعوا من جديد..

أترك تعليقاً

التعليقات