العمل المؤسسي وتصويب الشراكة
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
لاحظت أن كل نقد يوجه لسلطة الأنصار من ناشطين يتم الرد عليه وباستفزاز من عناصر إما سلطوية وإما تربطها مصالح مع هذه العناصر. وإذا كانت سلطة صنعاء سلطة شراكة، فلماذا يستفز الأنصار السلطويين وحدهم من نقد يوجه لحكومة صنعاء؟! ولماذا لا يرد الشركاء على هذه الانتقادات؟!
قبل الخوض في حيثيات الأسئلة، على الأنصار أن يدركوا أن نقد هذا المسؤول أو ذاك منهم مسألة طبيعية، لأنهم بشر يخطئون ويصيبون، وبالتأكيد ستأتيهم انتقادات للأخطاء والقصور، وعليهم التعامل معها بمسؤولية وبلا تشنج ولا ردود أفعال غير محسوبة.
لأن ردود الأفعال المتشنجة توقع الأنصار في خطأ استراتيجي؛ إذ سيجدون أنفسهم مع الوقت طرفاً معزولاً ووحيداً ويقودون الوضع في مناطقهم إلى اصطفافات لا وطنية، أنصار وبلون واحد من جهة وغير أنصار من الاتجاهات الأخرى من جهة أخرى.
وفي اعتقادي المتواضع أن هذا الخلل ناتج من ناحية عن عدم تفريق الأنصار بين كونهم جماعة وبين السلطة بوصفها سلطة شراكة، وبالتالي مسؤولية إخفاقها أو نجاحها ليست مسؤوليتهم وحدهم، وإنما مسؤولية الشركاء جميعاً. كما أن الخلل من ناحية أخرى ربما ناتج عن لؤم شركاء الأنصار الذين يرغبون بأن يأكلوا الثوم بفم الأنصار، وذلك نتيجة حسابات لا وطنية ولا أخلاقية. وعليه مطلوب من الشركاء تحمل المسؤولية بكل صدق وشجاعة ومغادرة مربعات اللؤم.
ومطلوب من العناصر القيادية في الأنصار أن يفرقوا بين الكتابات النقدية الحقيقية وكتبات التحامل عليهم، ويأخذوا نفساً عميقاً قبل الرد على كل شاردة وواردة، ويتيقنوا أن ليس كل ما يكتب يستحق أن يرد عليه، فأحياناً يكون من الحكمة تجاهله، كي لا يمنحوه أهمية، وفي عدم الرد لا يحظى بالذيوع والانتشار.
وقبل كل هذا أعتقد أن هناك خللا مؤسسيا في متابعة وتقييم ما يكتب وتحديد ما الذي يستحق الرد وما الذي لا يستحق الالتفات. وحقاً هناك خلل إعلامي لا أعتقد أن الأنصار يفتقرون للكفاءات فيه، إنما يفتقرون للتنظيم في هذا الجانب. وإذا ما استمر الأنصار بطريقة العمل هذه، فإنهم يرتكبون خطأً جسيماً في حق أنفسهم كمكون وطني يُعول عليه كثيراً في قيادة سفينة البلد نحو الخلاص.
وعليه يتحتم عليهم أن يعيدوا ترتيب وتقييم وتنظيم كفاءاتهم، ويفصلوا بين المسؤوليات والمهام على قاعدة التخصص والعمل المؤسسي. وبالإضافة إلى ذلك عليهم أن يعيدوا تصويب مفهوم الشراكة مع شركائهم. وعلى الشركاء أن يتحملوا المسؤولية بصدق وأمانة.

أترك تعليقاً

التعليقات