الحاجة إلى نقد المفاهيم وتصحيحها
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
مفهوم الإسلام السياسي من المفاهيم الملتبسة ويحمل في طياته معاني مضمرة؛ وكأنه يريد أن يقول إن هناك «إسلامات» عديدة ومنها السياسي، ويريد أن يقول إنه إسلام يشذ عن الإسلام النقي الطاهر، مع أن الإسلام منذ ظهوره لم يكن إلاّ دين جاء للعالمين يحمل في طياته بذور المشروع السياسي الاجتماعي، وما من عقيدة أو فكر بشري لا يحمل في طياته مشروعه السياسي. وكل فكر أو عقيدة تحمل رؤية لكافة جوانب حياة المجتمع إلاّ ويكون للسياسة دور في تحقيقها وإنجازها.
ولذا فمفهوم الإسلام السياسي يُطرح بوصفه مفهوماً للذم والقدح فيه، وواضعوه يرغبون في جعل الإنسان المسلم بعيداً عن السياسة والتفكير في أموره من منطلقات سياسية أو يمتلك ثقافة سياسية. ويرغبون بأن يفرغوا الإسلام من مضمونه الحقيقي وحصره في الإيمان والعبادات فقط.
صحيح أن بعض الحركات الإسلامية في ممارساتها السياسية شوهت الإسلام وأساءت له كثيراً، لا بفعل الإسلام وتعاليمه، وإنما بفعل منهجية التعاطي معه وإدارته بمنهجية وأخلاقيات لا تمت له بصلة، وتعاطت هذه الحركات في سلوكها السياسي بمنهجية المنفعة والبراجماتية، بينما هذه المنهجية لا تمت للإسلام بصلة وأدخلت إليه من حقل الفكر السياسي البراجماتي والنفعي وفكر الغاية تبرر الوسيلة الماكيافيللي.
ويتميز الإسلام بأنه يعتمد اعتماداً كلياً على مبدأ المسؤولية وأخلاق الواجب، ويدعو المؤمنين للتحلي بهذه الثقافة، فالمسلم الحقيقي هو الفرد التقي الورع الذي يتصف بأعلى درجات المسؤولية ويتحلى في مسلكه داخل المجتمع بأخلاق الواجب.

أترك تعليقاً

التعليقات