الحديدة.. عروس لا تشيخ!
- هائل عزيزي الأثنين , 17 يـنـاير , 2022 الساعة 5:18:33 PM
- 0 تعليقات
هايل عزيزي / لا ميديا -
عندما نسمع كثيراً في وسائل الإعلام ونقرأ في الصحف والمجلات والكتب «عروس البحر الأحمر» تتبادر إلى مخيلتنا وأذهاننا على الفور مدينة الحديدة الجميلة، فهل تساءلنا يوماً لماذا هذه العروس لا تشيخ؟ ولماذا هذا الاسم يلازمها ماضياً وحاضراً وسيظل ملازماً لها مستقبلاً؟ وما هي الحلي والدرر والزينة التي تكتنزها هذه المحافظة الواعدة لتجعلها عروساً للبحر الأحمر؟
هذه التساؤلات لم تخطر ببال بعضنا ربما، ولكن بقليل من التفكير والتأمل نجد أن هذه الصفة الجميلة قرنت بها لما تملكه من ثروة كبيرة وخير وفير ومقومات اقتصادية ونوعية لا تليق إلا بمثلها لتكون عروساً للبحر الأحمر.
هذا الجمال وهذه الأناقة تكمن في صفات عدة، ومنها الساحل الذي يبدو كضفائرَ طويلةٍ لحورية تجلس على الشاطئ. أما طبيعتها الجغرافية فتجعلها سمراء دعجاء تتزين باللون الأخضر فوق تربتها التي هي أجمل من التبر، ويلفها البحر من خاصرتها لتظهر بصورة ربانية لا مثيل لها في السحر والجمال، موانئها، شواطئها، وتنوع الحياة، تجعلك وكأنك في السماء، حيث يكفيك فقط حين تصل إليها أن تشاهد الذين يقطنون هذه المدينة ومديرياتها وعزلها وقراها مجموعة من الملائكة بالفعل!!
أجل، ثمةَ قطعةٌ من الأرض تشبه قطعةً من السماء، وهي الحديدة. فهي العروس التي زُيّنت بما حباها الله من نعم وبيئة وجمال جعلتها لا تشيخ أبداً، وإنما تزداد كل يوم نضارة وشباباً وحيوية.
حين تزور الحديدة سترحب بك بكل حب. سيرحب بك ملائكتها الطييون، وأرضها الخصبة الفسيحة، ووديانها، وبحرها، وأسماكها، وبساطتها، ووجباتها الشعبية اللذيذة، وأسواقها اليومية والأسبوعية، وطيورها وأشجارها وهواؤها العليل ونخيلها الباسق الذي تبدو «مناصفُهُ» للرائي كلآلئَ ودرر ربانية بديعة. البحر والبر والأفق. أينما وليت وجهك فثمّ الخير والطهر والألفة والسلام.
ورغم أن بشاعة تحالف العدوان (الأمريكي-السعودي-الإماراتي)، خلال السنوات السبع الماضية، قد امتدت يدها الإجرامية لتشوّه ملامحها الجميلة، وحاولت أيضاً أن تخنقها بالحصار، إلا أنها مازالت تبتسم ملء مستقبلها المشرق، وتتنفس من مسامها الزاخرة بالخير الذي خلقه الله فيها. فهي لم تكن كأي عروس. ولأنها عروس خالدة فالفرحة والأمل فيها خالدان مهما طمعت الغرائز الاستعمارية فيها على مدى العصور، فهي العروس الصامدة التي لا تركع لغازٍ أو طامع أو عابث، فعفتها مازالت كما كانت وستظل بكل حيويتها وجمالها وقواها الاقتصادية والسياحية والنوعية.
ونظراً لما عُرِضَت له من إهمال وتهميش وعدم اهتمام منذ عقود مضت أحزنت لياليها في فترات متقطعة، إلا أنها اليوم تستبشر بخطوة جبارة خطتها الهيئة العامة للاستثمار على طريق التنمية. وستتجلى هذه الخطوة في مؤتمر الاستثمار الذي سينعقد في الفترة 24-25 كانون الثاني/ يناير الجاري، حيث تتجه أنظار الناس إلى هذا المؤتمر بلهفة وشوق لمعرفة النتائج التي سيخرج بها المؤتمرون لاحقاً. لكننا نتطلع إلى مستقبل واعد طالما وهناك من يبذل هذه الجهود العظيمة لاستثمار هذه الفرص الواعدة ودعوة المستثمرين للمسارعة في تقديم طلباتهم بنظام الحوافز والمزايا الاستثمارية، منها الإعفاءات الضريبية والجمركية وغيرها.
هذا التوجه من الهيئة العامة للاستثمار سيحفر بصمته الخالدة في جدار التاريخ، ما يجعل أبناء الحديدة واليمن كافة يتطلعون إلى مستقبل زاهٍ بالعطاء والاقتصاد.
في نهاية هذا المقال دعوة للمستثمرين إلى اغتنام هذه الفرصة التاريخية، لما للحديدة من مقومات تجعلها أنسب المدن للاستثمار من جانب، ومن جانب آخر ترحيب السلطة المحلية وتقديمها تسهيلات كبيرة جداً للمستثمرين، وما علينا إلا أن ندرك يقيناً أنه حان الوقت لسحب عقارب الساعة واختصار التقويم بكل سهولة، لنجعل شعارنا بكل همة وجدية: غداً يبدأ الآن.
المصدر هائل عزيزي
زيارة جميع مقالات: هائل عزيزي