إيران تصنع النصر
- فهد شاكر أبو راس السبت , 28 يـونـيـو , 2025 الساعة 12:50:14 AM
- 0 تعليقات
فهد شاكر أبوراس / لا ميديا -
لقد سجلت الجمهورية الإسلامية في إيران انتصاراً تاريخيّاً على محور الشر المتمثل بالكيان الصهيوني وأمريكا ودول الغرب؛ انتصاراً تجلى في إجبار العدوّ الصهيوني على التراجع عن غيه وعدوانه. وهذا ليس ادِّعاء، بل واقعٌ مفروضٌ بمنطق القوة والحكمة. فلو كانت استمرارية العدوان الصهيوأمريكي على إيران تحقّق مصالحهم أَو تضمن تفوقهم العسكري والسياسي، فما الذي يدفع واشنطن وحلفاءها إلى التوسل الدبلوماسي والمساعي المحمومة لوقف القتال؟!
تكبد محور الشر، المتمثل بالكيان الصهيوني وأمريكا والدول الغربية، خسائر استراتيجية فادحة أفقدته التوازن وأجبرته على الترنح، فسارع إلى طاولة التفاوض طالباً وقف إطلاق النار، بعد أن أثبتت إيران جدارتها وكسرت شوكة الغزاة، الذين أعلنوا صراحة أن هدفَهم هو إسقاط النظام والقضاء على البرنامج النووي وكذا الصاروخي؛ ولكنهم فشلوا، بل إن عدوانهم الأعمى هذا قد منح إيران فرصة ذهبية ربما لم تكن متاحة لها من قبل لتسريع خطواتها في التصنيع العسكري للطاقة النووية.
إيران قبل هذا العدوان كانت ملتزمة طوعاً باتفاقيات دولية تعمل على تقييد تخصيبها لليورانيوم وتوجّهه نحو المسار السلمي تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ ولكن بعد تجاوز العدوّ الخطوط الحمراء وانتهاكه المواثيق الدولية، لم يعد أمام طهران خيار سوى تغيير حساباتها الاستراتيجية؛ فالعدوان حرّرها عمليّاً من القيود التعاهدية الزائفة، وأزال غطاء الرقابة الدولية المجحف عنها، ومن حقها المشروع أن تسخر كُلّ إمْكَاناتها العلمية لامتلاك سلاح الردع النووي، لحماية سيادتها وصون استقلالها وقرارها في مواجهة الحرب اليهودية الصليبية عليها وعلى الإسلام والمسلمين. وقد أثبتت الأحداث أن الضمانات الدولية ورقابة الوكالة ليست سوى أدوات هيمنة في يد القوى الاستكبارية.
لقد كانت الموجات الصاروخية الإيرانية في عمق الكيان الصهيوني بعيدة كُلّ البعد عن العشوائية، بل كانت بمثابة عملية جراحية دقيقة لاختبار الشبكة الصاروخية الإيرانية في ظروف قتال حقيقية ضد أعتى الدفاعات التي تتباهى بها القوى العظمى.
صحيح أن بعض الصواريخ تم اعتراضها، كما هو متوقع في أية مواجهة بين هجوم ودفاع؛ ولكن الأهم هو ذلك العدد الكبير من الصواريخ المتطورة والطائرات المسيّرة التي اخترقت كُلّ الحجب ووصلت إلى أعماق الأراضي المحتلّة بدقة مذهلة. وقد أثبتت التقارير الميدانية أن هذه الاختراقات لم تكن محض صدفة، بل كانت نتاج تفوق تقني إيراني في مجال المناورة الجوية وتضليل الرادارات وتطوير رؤوس حربية ذكية، وهذا كله يشكل رسالة استراتيجية واضحة مفادها: لقد انتهى زمن الهيمنة التكنولوجية الغربية، وأصبحت إيران قادرة ليس فقط على اختراق «الدرع الحديدية» الصهيونية، بل على تحويل سماء العدوّ إلى مختبر مفتوح لتطوير قدراتها الردعية، وهذا بحد ذاته إنجاز يضاف إلى سجل الانتصارات المتلاحقة للعقلية العسكرية الإيرانية في مواجهة أعتى التحديات.
المصدر فهد شاكر أبو راس
زيارة جميع مقالات: فهد شاكر أبو راس