فهد شاكر أبو راس

فهد شاكر أبوراس / لا ميديا -
لم يأتِ العدوانُ على اليمن مِن أجلِ نهب ثرواته المعدنية والنفطية أَو السمكية، ولا مِن أجلِ احتلال جزره وسرقة حاضره ومستقبله فقط، إنما جاء أَيضاً ليسرق ماضيه وتاريخه، وهذا هو الأهم بالنسبة لتحالف العدوان.
عدوان همجي يستهدف كُلّ شيء في اليمن، استهدف الأرض والإنسان، وحتى الحيوان، وحتى القطع الأثرية في اليمن لم تسلم من السطو والسرقة، من قِبل عصابات تابعة لدول العدوان، ليتم بيعها في المزادات الأجنبية.
إن هذا الهجوم العدواني الشرس على ماضي اليمن وتاريخه لهو نابعٌ من شعور دول العدوان بالنقص والتقزم أمام اليمن عملاق الحضارة والتاريخ؛ وكونها لا تعدو كونها مُجَرّد كيانات طارئة لا تاريخ لها ولا حضارة، تعاني من أزمة ثقافية وفكرية، فهي جاءت تعالج أزمتها الثقافية والفكرية بالاستيلاء على تراث اليمن، فإما أن تقضي على تراث اليمن وتدمّره بشكل كامل، وإما تدعيه -زوراً وبهتاناً- لنفسها، أَو تقوم ببيعه في المزادات الأجنبية.
المهم لدى دول العدوان هو أن اليمن لا يظل محتفظاً بالكنوز الأثرية والتاريخية لديه، تهدف من وراء ذلك إلى تنشئة أجيال جوفاء ليس لها هُوِيَّة ولا تاريخ، وإلى إفقاد اليمن ميزته الحضارية، وثقله التاريخي.
لكن الحقيقة هي أن هذه الكيانات سوف تدفع الثمن باهظاً لا محالة، جراء عدوانها على حاضر اليمن وماضيه، ومهما فعلت في سبيل تضخيم نفسها، فلن تكون أكثر من مُجَرّد كيانات صغيرة وطارئة وستظل كذلك. أما الشعوب الكبيرة وصاحبة الرصيد التاريخي، وإن جار عليها الزمان إلا أنها باقية على موعد حتمي مع مستقبل واعد بالعزة والكرامة، ونهضة متجددة، بإذن الله تعالى.

أترك تعليقاً

التعليقات