الملف الإنساني أولاً
 

فهد شاكر أبو راس

فهد شاكر أبو راس / لا ميديا -
يبقى الملف الإنساني هو عنوان اليمنيين الأساسي والرئيس في كل المفاوضات والمشاورات، وبوابة العبور الوحيدة إلى باقي الملفات الأخرى. ولن تنال من عزائم اليمنيين وإصرارهم على البقاء، أوجاع العدوان والحصار، أو يبدل قناعاتهم وأولوياتهم عظيم التضحيات في مواجهة أكبر عدوان تعرض له بلد عبر مراحل التاريخ.
إن بلداً كاليمن يعتبر هو الأهم استراتيجياً، والأكثر استهدافاً من قِبَل القوى الاستكبارية في هذا العالم، حتماً سيكون طريقه نحو تحقيق الحرية والاستقلال معبداً بالصبر على المعاناة والتضحية، وتأرجح المفاوضات والمشاورات بحسب الضغوط الغربية، وتبعاً لمستوى خنوع النظامين السعودي والإماراتي وإذعانهما للإملاءات الأمريكية والبريطانية.
على أن الوصول إلى السلام بالطرق السلمية يبقى بعيد المنال ما لم تلتزم الأمم المتحدة بالحياد، وتغادر مربع الانحياز للأمريكي والبريطاني الممولين لها وراسمي سياساتها. يتوجب على النظام السعودي ومعه الإماراتي، رأسي الحربة في العدوان على اليمن، أن يعيدا حساباتهما ويمعنا جيداً في قراءة المشهد العسكري والسياسي والاقتصادي في المنطقة، وفق المعادلات على الأرض، لا على طاولة المراوغات والمماطلة والمراوحة، وعلى ضوء قواعد الاشتباك التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية وأرستها على الأرض خلال سنوات العدوان الثماني، وذلك بعد وضوح فشل الحماية الأمريكية والبريطانية، وبات جلياً لقطبي العدوان السعودي والإماراتي على اليمن في مواجهة التهديدات والمخاطر، وثبت لهما بالأدلة المعنوية والحسية أن أمريكا وبريطانيا لا ولن تصنعا الأمن والاستقرار لأي بلد كان، أو تحققا له الفائض الكبير في الاستثمار، وإنما يحقق كل ذلك هو التعايش والسلام مع الجيران في كل زمان ومكان.

أترك تعليقاً

التعليقات