عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
الشعوب والأمم تسقط وتقوم. إنها حتمية التاريخ، ولا تخضع لرغبة نظام هنا أو كيان هناك، أو مشاريع جماعة هنا أو شلة أنس هناك. التغيير حتمي، يؤكده الماضي وتلمحه العقول الواعية في آفاق المستقبل. أما الجاهلون فلا يمكن أن يقاتلوا دفاعا عن مصالحهم ولا عن حريتهم ولا عن استقلالهم، فما يحدث في كل حالات التغيير هو أن هناك قلة واعية تحمل مشاعل الوعي وتتحرك، وخلفها تتحرك الحشود والشعوب والأمم. لكننا أمام مجموعة من الكسالى الخائفين، لا يكفون عن لعن وسب وشتم وتحقير من يتحدث أو يكتب عن الوعي، وكأنها حالة دفاعية أو مجرد إبراء ذمة.
حين يحدث التغيير فإنه يبدأ أولا تحت الجلد، تبدو الأمور على السطح هادئة وطبيعية إلى أقصى درجة، وتظهر الشعوب وكأنها جثث، إلا أنه في حقيقة الأمر لا شيء ثابت، الحركة الدائمة هي سيدة الحقائق، الناس لا يلاحظون ذلك رغم حدوثه، وبعد فترة نفاجأ بالتغيير ونتعجب كيف حدث، لأننا لم نكن نملك الوعي بأن التغيير كان يعتمل في الداخل رغم كل الكوابح الظاهرة والقيود الخفية. لقد خلق الله الكون وجعله قابلا للتغير، لكنه ربط التغير بسنن مرتبطة بقدرة الإنسان على معرفة قوانين التطور، وقوانين التطور هذا هي عبارة عن تعليمات وتوجيهات وأوامر ونواهٍ محددة وواضحة في كتاب الله، وهي قوانين وسنن تؤكد أن كل الأشياء والأوضاع قابلة للتغير، ولا يمكن أن تستعصي على إرادة الإنسان طالما التزم بنواميس سنن الكون التي سخرها الله له وحده من دون الكائنات.
وعلى هذا فإن مجتمعنا اليمني وبهويته الإيمانية اليمنية من أكثر شعوب العالم حظا وقابلية لصناعة هذا التغيير الجذري، بشرط أن يتصدى للتغيير من يمتلكون الوعي بقوانين وسنن الله التي تعزز قيم الجدل الاجتماعي. وعلى من يمتلكون الوعي هنا أن يتنادوا ويجتمعوا على وضع قراءة متأنية علمية وعملية وموضوعية لهذا الواقع، ويقدموا لشعبهم وأمتهم خطة ومشروع التغيير، لنقلهم من التبعية والارتهان إلى الاستقلال والحرية، ومن الظلم والاستبداد إلى الحق والعدل، ومن الجهل إلى المعرفة، ومن القهر إلى العدالة، ومن الاستيراد إلى التصدير، ومن التهميش إلى القبول، ومن الضعف إلى القوة...
وفي الختام هناك من يقدم كل تلك التغييرات مثلما يتقدمها موقف القيادة الثورية اليمنية، ومثلما يقدمها الجيش اليمني دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني. إنه التغيير الجذري بعينه واسمه وصفته.

أترك تعليقاً

التعليقات