احذروا سلاح دول الشر
 

عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
مشاريع تفكيك هوية الشعوب وتدمير الجيوش وتجزئة المجزأ، التي تتبناها أمريكا و»إسرائيل» وبريطانيا، وتمولها السعودية والإمارات وقطر، ومنها حروب تطييف لبنان وتقسيم السودان وتدمير العراق ودعشنة سورية وامتلاك ليبيا، إذا كانت نفذت في كل هذه الدول مشروعاً، فإن كل المشاريع مجتمعة كانت وما زالت من نصيب اليمن تطييفاً وتقسيماً وتدميراً ودعشنة وامتلاكاً، ومنذ أكثر من تسعة أعوام. ولا يمكن مواجهة كل هذا الشر إلا بوحدة الصف الشعبي وتماسكه. ولا يمكن توحيد الصف إلا بوجود العدالة.
إن العدالة هي الأرض الصلبة التي تبني عليها الشعوب وحدتها وتماسك صفها. والكفاءة هي الطريقة الوحيدة التي تستطيع أن تدير تلك العملية. العدالة حالمة رحيمة. أما الكفاءة فقاسية متوحشة. ومع هذا ففي كلتيهما روح من الأخرى، فإن لم تنتصر الكفاءة انتقمت العدالة.
مع نهايات حرب غزة وانكشاف المنافقين والمطبعين والمهزومين، بتنا نعلم جيدا أن كل مشاريع الشر في المنطقة هُزمت وإلى زوال، ولهذا سوف تلجأ دول الشر لتحريك المجتمعات للتظاهر، تحت حجج ومطالب حق يراد بها باطل، في العراق ولبنان واليمن، سوف يتحرك المجتمع ضد نفسه، وذلك لسبب بسيط جداً، وهو انعدام العدالة، وتغييب الكفاءة.
بهذين السببين يمكن لأعدائك أن يحركوا الشارع ضدك في أي وقت، ولك أن تتخيل عدد مشاريع الشر لتحريك الشعب اليمني ضدك، إذ إن من أكبر الخطايا السياسية وأخطرها المراوحة في المكان نفسه، ألا نتقدم إلى الأمام ولا نتراجع للخلف، فحالة الجمود ضد حركة التاريخ، لا تؤدي إلى أي تغيير، وتساهم بشكل أو بآخر في دعم التيارات الرجعية والعميلة، وتؤسس للهزيمة، وتقف عائقا أمام احتمالات النصر.
بعد اليوم، لا تغرقوا في التفاصيل. ابحثوا عن أصل المشكلة، وتخلصوا منها من جذورها، فعندما تنتفض المجتمعات ضد شرور المستبد والفاسد، لن يسعكم سوى دعمها والدفاع عنها، وتصحيح مساراتها، والارتقاء بوعيها، ومشاركتها أدق التفاصيل، وعدم التعالي عليها بأى مبررات حتى لو كانت موضوعية.
صوت الجماهير هو الصوت الصادق الوحيد، لأنه صوت المعاناة الإنسانية التي تدعم المقاومة. أطلقوا مشروع العدالة، ودعوا الكفاءات تدير مؤسسات الدولة، وكفوا عن إطلاق الأحكام السياسية المطلقة التي لا تعبر عن جوهر الحقيقة، بل تعبر عن القدر النسبي من المعلومات التي تتوفر بالتحليل والاستنتاج السياسي المبني أصلا على حكم سياسي مسبق، ولا تركنوا لعشاق تحليل قضايا مواقع التواصل الاجتماعي، ولا لمدى موضوعيتهم في استخدام أدواتهم المنهجية لتسيير قراراتكم التي تغرقكم في وحل المستبدين والمفسدين.

أترك تعليقاً

التعليقات