إما الحسين وإما يزيد ولا مزيد
 

عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -

لست أدري أي عقل ساذج هذا الذي يريد بأن يقنعنا أن الصح اليوم هي قصص وفكر وكتب وكلام ومحاضرات وفتاوى وأحاديث مشائخ قناة الـ(mbc)، الذين عرفناهم على شاشات التلفزة، وفي الصحف والمجلات، من فقهاء وعلماء ومحدثين، وهم يحرّمون قيادة المرأة للسيارة طيلة 50 سنة، واليوم حللوا قيادة المرأة للسيارة ويتسابقون بأنفسهم وبلحاهم الحمراء في نشر فيديوهات لبناتهم وزوجاتهم وأمهاتهم وأخواتهم وهن يقدن السيارات.
ناهيكم طبعا عن أحاديثهم وفتاواهم وقصصهم عن اليهود وموالاة اليهود والخمر والميسر وعذاب القبر، وكاسيتات (أشرطة) البكاء والعويل حتى كانت تخضل لحاهم فيها، وهم بأنفسهم اليوم يحللون كل ما حرّموه وبكوا على من يرتكب ذلك الحرام، وتجدهم يحللون موالاة اليهود ويذهبون بأنفسهم لليهود، متناسيين أنهم حرّموا ذلك وأفتوا للناس بالصوت والصورة، ورغم ذلك أيضاً يريد منا تابعوهم أن نستمر في تصديقهم بما قالوه وألّفوه في تاريخ معاوية ويزيد.
حقا عندما تتأمل الأحداث التي تشهدها بنفسك وتحدث أمامك أنت، وتربطها بالتاريخ جيدا، سوف تدرك وتعلم جيدا أن الكثرة ليست دائما هي التي تصنع الفارق، وإن القلة الواعية بأهدافها والمدركة لحركة التاريخ هي التي تصنع كل شيء، وما الغالبية العظمى من البشر الذين يصدقون مثل هؤلاء المشائخ ليسوا سوى وقود لسيرورة التاريخ.
المصيبه الأكبر هي أن البعض منا يمثل علينا أنه "ولي ابن ولي". وهو لا يعرف الفرق بين "يزيد بن معاوية" و"الحسين بن علي"؛ لكن تبقى الحقيقة الثابتة هي أنه عند المواجهة بين الحق والباطل ليس أمامك إلا أن ترفع رأسك وتقاوم. أما إذا قررت أن تنحني وتطأطئ رأسك لتمر الأمور بسلام كيفما كانت، حينها لن ينفعك الوقوف في منتصف الطريق، فإما أن تكون الحسين وإما يزيد، لا مزيد.

أترك تعليقاً

التعليقات