حرب الذاكرة المثقوبة
 

عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
هناك حرب صهيونية جديدة في اليمن، تعتمد على ذاكرة المجتمعات المثقوبة. يوضح هذا كتابات جميح من مأرب وأنيس منصور من عدن، وهما نموذجان صارخان اليوم لمدى انحطاط ودناءة توجيه اللعبة الصهيونية هذه وترسيخها في عقول جماعة الإخوان المسلمين في مأرب وأبناء المحافظات الجنوبية المحتلة، ثم إعادة توزيعها وتصديرها لكافة مناطق اليمن. ذاكرة المجتمع المثقوبة تعمل ليقف الناس ضد وطنهم وضد شعبهم وضد أنفسهم، وضد التحرر والاستقلال، وضد كل شيء وأي شيء يمكن أن يضمن لهم ولو شيئاً واحداً من الكرامة أو جزءاً واحد من الشرف.
ولكم أن تتخيلوا فقط خطر أن تصبح ذاكرة المجتمعات اليمنية التي وقفت مع الجيش واللجان وصمدت وتحدت العدوان والحصار، مثقوبة، ولم تعد تحترم أو تقدر تضحياتها وبطولات جيشها! إنها لعبة خطيرة، وللأسف هناك من يساهم في صنعاء لتمريرها! شخصيا لقد قرأت الكثير عن جهل وغفلة المجتمعات، ومدى قبح وخسة ذلك، لكن لم أقرأ أو أرى أو أسمع عن مجتمع جاهل غافل مغفل، مثل مجتمع الإخوان المسلمين في مأرب وبعض أبناء المحافظات الجنوبية الذين مازالوا يأملون خيرا من العقول المتصهينة، ويقفون ويدعمون القوى السياسية والمناطقية والعسكرية التي باعتهم في أسواق النخاسة، وجعلتهم (قشاً) تحت بيادة جيوش الغزو والاحتلال والقهر والقمع والتجويع والإذلال والتطبيع.
سبعة أعوام من الحرب والعدوان في اليمن، وكل شيء في مأرب والمحافظات الجنوبية متواطئ ضد مجتمعهم وضد الشعب اليمني والدولة اليمنية من القرارات والمواقف إلى الشرف والكرامة. وإذا ما سلمنا بحقيقة أن مجتمع حركة الإخوان المسلمين، حركة سياسية أصلها وفصلها ونشأتها وقيامها ودعمها ومواقفها وقراراتها مرتبطة بعمل وتوجيه استخباراتي صهيوني وعملها صهيوني بامتياز، لكن بعض أبناء مجتمع المحافظات الجنوبية ما الذي ثقب ذاكرتهم الوطنية، ومسح ذاكرة التحرر والاستقلال من عقولهم، وفوق هذا جعلهم مثقوبي شرف وكرامة أيضا، عدوهم يستخدمهم، عدوهم يسيرهم، وعدو وطنهم وشعبهم، لإطالة أمد الحرب والحصار فقط، وهم وحدهم وقود وحطب هذه الحرب، فقط ليكونوا نموذجاً لثقب ذاكرة مجتمعات مناطق اليمن الأخرى!

أترك تعليقاً

التعليقات