إلى أحرار وشرفاء الجنوب
 

عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -

عبر عصور التاريخ كلها لم توجد علنية مطلقة في المواقف كما هي هذه الأيام، اليوم الموقف يا أبيض يا أسود، فالحرب على اليمن علنية والتطبيع مع «إسرائيل» علني، وإذا لم تكن مواجهة العدوان علنية ومقاومة التطبيع علنية، فإن من يلتزم الصمت له أجندة تخدم دول العدوان وتدفع بمجتمعه للتطبيع مع «إسرائيل»، اليوم في السياسة الحلال بين والحرام بين، وليس بينهما متشابهات، والشخصية أو الكاتب أو المنظمة أو الحزب الديوث، هو الذي يرى بأم وعيه وعينه زنا التطبيع مع «إسرائيل» الذي تمارسه دويلات الخليج، ويدعو له رئيس المجلس الانتقالي، ويغض عنه الطرف.
أي أداء سياسي أو شعبي أو ثوري كان سرياً أو علنياً، اليوم لا بد أن يظهر للسطح ويحدد أهدافه وأساليبه وأدواته للجماهير مسبقا، والقيادات التاريخية الحرة والشريفة، التي تصنع الحدث ويكتب اسمها التاريخ بماء الذهب لا تتورع عن تسمية أعداء شعبها ووطنها، ولا تواري مواقفها من هؤلاء الأعداء أو تخفي أسماءهم على الإطلاق، لأنها تدرك أن المطلوب هو تعريتهم وكشفهم وفضحهم أمام مجتمعها وشعبها وأمتها، حتى لا يواصلوا خداع وتضليل ومسخ الناس المواجهين للعدوان والمقاومين للتطبيع.
نحن في انتظار السقوط الكبير وربما الأخير للكثير من زعماء وأعضاء ومشائخ وضباط الأحزاب والمنظمات والشخصيات والكتاب والصحفيين الذين مولتهم سفارات الديمقراطية الأمريكية الزائفة، وبإصرارهم على المشاركة المخزية والمهينة في الصمت ضد العدوان والحصار على اليمن ودعوات التطبيع مع «إسرائيل»، فليس منطقيا على الإطلاق أن يستجيب أبناء المحافظات الجنوبية الأحرار والقوى السياسية الحرة والشريفة للصمت والحياد في أوقات ومراحل ارتفاع صوت المواجهة للعدوان والمقاومة للتطبيع.
الواجب اليوم هو رفع صوت مواجهة العدوان ومقاومة التطبيع بكل الطرق، وإلا وجب على تلك الشخصيات والأحزاب والمنظمات والكُتاب والمشائخ في اليمن كلها عامة والمحافظات الجنوبية على وجه الخصوص إعلان عجزهم للشعب وقيادته الحرة والشريفة المقاومة للعدوان والمواجهة للتطبيع، وتسليمهم زمام المبادرة لإعادة تأسيس وبناء ثوابت الحركة الوطنية من جديد على ضوء التحديات القائمة والقادمة، وبتوجهات محددة لديها تصور واضح وصريح لمستقبل يرفض كل اختيارات الاستسلام والتطبيع، ويؤكد على رفض كل أشكال التبعية والارتهان والوصاية الخارجية.

أترك تعليقاً

التعليقات