عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة  / لا ميديا -

بادئ ذي بدء لا يحق لنا نحن اليمنيين أن نتحدث عن شيء أو منجز أو انتصار قبل أن نشكر الله ونحمده على هذه النعم التي ينعم بها علينا، بأيدي المجاهدين المخلصين والصادقين إيمانا وعملا وفعلا وقولا؛ فلك الحمد ولك الشكر يا الله على هذه النعم، والتي منها استمرار افتتاح معارض التصنيع الحربي، ونحن تحت العدوان والحصار، وآخرها افتتاح فخامة الرئيس مهدي المشاط معرض الشهيد عبدالعزيز المهرم معرض صواريخ الدفاع الجوي ثاقب 1، 2، 3، وفاطر1.
لقد قرن الله كل شيء بالعمل. لا يكفي الإيمان فقط ولا التقوى، إن لم يقترنا بالفعل الذي يعبر عنهما ويجسدهما. كذلك عملية التغيير التاريخي للأمم والشعوب تحتاج عملا وفعلا بقدر ما تحتاج إيمانا عميقا بضرورتها، وبحتمية انتصارها لله وللمستضعفين. فحين يكون الهدف هو رضوان الله في كل الأمور تكون المعجزات. ومهما تكالب ضدها كل أشرار الداخل والخارج، فإنها قادرة على الانتصار بإرادة وقوة وحيوية كل القوى الحية والحرة والمستنيرة التي تنشد الحق والعدل والتنمية والقوة والهيبة.
هذا ما نلمسه اليوم ونحن في خضم عملية الاستقلال اليمني عن الاستعمار العسكري الغربي والشرقي. ها هي الصواريخ الحق، التي هي العقول اليمنية، تصنع منظومة صواريخ دفاعاتها الجوية والبرية والبحرية. إنه مشروع هوية اليمن الإيمانية والوطنية والتنموية، الذي تآمرت ضده قوى الاستعمار العالمي والصهيونية والرجعية العربية الوهابية والخليجية. سوف يبقى الإنجاز في التصنيع الحربي اليمني رصيدا وحافزا لانطلاقة جديدة للتنمية والعدالة والاستقلال الوطني الحقيقي والأشمل، لتستكمل به الثورة اليمنية الراهنة انتصارها على كافة أدوات ودول وأنظمة الارتهان والتبعية في المنطقة العربية والإسلامية.
إن ثورة اليمن الصناعية ذات هوية إيمانية ووطنية، وبقائدها ورئيسها وحكومتها وجيشها ولجانها وشعبها هي أنبل وأعظم الثورات الشعبية للتحرر والاستقلال في العصر الحديث. إنها اليوم هي المحرك لشعوب الأمة لتتحدى النظام العالمي الأمريكي الصهيوني الاستبدادي الدنيء. إنها ثورة يمنية صناعية تستعيد أجمل وأروع مكونات ضميرها وحضارتها، مؤمنة بعقول قادتها وشبابها ومجاهديها لاستيلاد الحق من أضلع المستحيل، للرسو بسفينة الحرية والاستقلال والكرامة والتنمية والعدالة والقوة والهيبة على شاطئ الواقع العالمي.
إنها ثورة تصنيع يمنية يرسم قادتها وشبابها ومجاهدوها وشعبها بالدم خريطة الوطن للأمة كلها، مقدمين الأرواح بلا حساب مهرا للحفاظ على التاريخ العظيم الحر والمستقل والقوي والمهاب للهوية اليمنية الإيمانية، التي حاول كل مسوخ الإعلام وعالم السياسة تشويه كل رموزها بدناءة وقذارة لا نظير لهما. لكن بعقول وعمل وإيمان أبناء القوات المسلحة اليمنية لم يتحقق أي من أهدافهم، لتبقى هذه المعارض وبأسماء شهدائنا العظماء هي التي تصنع اللحظة الفارقة التي يختبر فيها الشعب اليمني قوة إيمانه بالله قبل قوته العسكرية، لتبقى مخزونا ضميريا ورصيدا غير قابل للنفاد في مسعى تحقيق أهداف الثورة اليمنية الإيمانية التي أؤمن أنها ستتحقق وستعلو كسراج سرمدي يبدد محيط الظلام في المنطقة والعالم كله. 
اليوم، وكما قال أحد الأصدقاء، معرض الشهيد عبدالعزيز المهرم، مصحوبا بما سبقه وبتلك الانتصارات والتضحيات الكبرى، ناتج الفارق بين ثلاثة وثلاثين عاماً، لا حصار ولا عدوان فيها، وجميع المنافذ مفتوحة ولم نخترع حتى "ملخاخ"، وبين خمس سنوات من الحصار والتجويع والعدوان والحرب على اليمن وجميع المنافذ اليمنية مغلقة. ولكن بفضل الله وقوته، تأتي الانتصارات الميدانية وتتصاعد عظمة القوة الصاروخية، وتتقدم يوماً بعد يوم عمليات توازن الردع لترهب العدو السعودي الأمريكي الصهيوني. فلك الحمد ولك الشكر يا الله أولا وأخيرا.

أترك تعليقاً

التعليقات