انتصارا للحق وللشعب والأمة
 

عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
بادئ ذي بدء لا يحق لنا نحن اليمنيين أن نتحدث عن شيء أو منجز أو انتصار قبل أن نشكر الله ونحمده على هذه النعم التي يمنحها لنا، على يد المجاهدين المخلصين والصادقين بقيادة السيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه وبركاته)، إيمانا وعملا وفعلا وقولا. فلك الحمد ولك الشكر يا الله على هذه النعم، والتي منها استمرار العمليات البحرية في البحرين العربي والأحمر وباب المندب وخليج عدن، انتصارا لمظلومية شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة. وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أن الله قد قرن كل شيء بالعمل، لا يكفي الإيمان فقط ولا التقوى، إن لم يقترنا بالفعل الذي يعبر عنهما ويجسدهما. لهذا فإن عملية التغيير التاريخي للأمم والشعوب تحتاج عملا وفعلا بقدر ما تحتاج إيمانا عميقا بضرورتها، وبحتمية انتصارها لله وللمستضعفين، فحين يكون الهدف هو رضوان الله في كل الأمور تكون المعجزات، التي تتكالب ضدها كل أشرار الداخل والخارج، لكنها قادرة على الانتصار بإرادة وقوة وحيوية كل القوى الحية والحرة والمستنيرة التي تنشد الحق والعدل والتنمية والقوة والهيبة.
إن استمرار العمليات البحرية اليمنية نصرة للشعب الفلسطيني، واستمرار التعبئة الشعبية في ميادين العزة والكرامة والشرف، واستمرار الخروج الشعبي المؤيد لكل ذلك، يعني أن ما نلمسه اليوم هو الاستقلال والتحرر اليمني من الاستعمار العسكري والسياسي الغربي والشرقي. ها هي الصواريخ الحق التي هي العقول اليمنية العشرينية، تصنع منظومة صواريخها ومسيراتها وغواصاتها، إنه مشروع هوية اليمن الإيمانية والوطنية والتنموية التي تآمرت عليها قوى الاستعمار العالمية والصهيونية والرجعية العربية الوهابية والخليجية، لذلك سيبقى الإنجاز في التصنيع الحربي اليمني رصيدا وحافزا لانطلاقة جديدة للتنمية والعدالة والاستقلال الوطني الحقيقي والأشمل، لتستكمل به الثورة اليمنية الراهنة انتصارها على كافة أدوات ودول وأنظمة الارتهان والتبعية في المنطقة العربية والإسلامية.
إن ثورة اليمن الصناعية اليوم مكللة بثورة التصنيع الحربي ذات هوية إيمانية ووطنية، وبقائدها ورئيسها وحكومتها وجيشها وشعبها هي أنبل وأعظم الثورات الشعبية للتحرر والاستقلال في العصر الحديث. إنها اليوم هي المحرك لشعوب الأمة الهائلة لتتحدى النظام العالمي الأمريكي الصهيوني الاستبدادي الدنيء. إنها ثورة يمنية صناعية تستعيد أجمل وأروع مكونات ضميرها وحضارتها، مؤمنة بعقول قادتها وشبابها ومجاهديها لاستيلاد الحق من أضلع المستحيل، للرسو بسفينة الحرية والاستقلال والكرامة والتنمية والعدالة والقوة والهيبة على شاطئ الواقع العالمي المستبد. إنها ثورة تصنيع يمنية يرسم قادتها وشبابها ومجاهدوها وشعبها بالدم خريطة الوطن للأمة كلها، مقدمين الأرواح بلا حساب مهرا للحفاظ على الإنجاز التاريخي العظيم الحر والمستقل والقوي والمهاب للهوية الإيمانية، الذي حاول كل المسوخ في الإعلام العالمي وعالم السياسة العالمي تشويه كل رموزه، بدناءة وقذارة لا نظير لهما؛ لكن بعقول وعمل وإيمان أبناء القوات المسلحة اليمنية، سيبقى اليمن، قيادة وشعبا وجيشا، مخزونا ضميريا ورصيدا غير قابل للنفاد في مسعى تحقيق أهداف تحرر واستقلال الأمة كلها.

أترك تعليقاً

التعليقات