لتكن عبرة لأولي الألباب
 

عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / #لا_ميديا -

أحث وأنصح الكثير من أبناء الشعب اليمني أن يقرأوا بيان وزارة الداخلية أول أمس الأحد مرة ومرتين وعشراً ومائة إن أمكنهم ذلك، فإن فيه للعاقل تبصرة وعظة، وللمجنون ردعاً وسحقاً، وللأحمق توعية ومعرفة، وللغبي دق رأس في عرض أكبر حائط. إنها السيادة يا قوم، إنها الكرامة التي استخدم العدو السعودي وحلفاؤه ومرتزقته خلاياهم النائمة في محاولة بائسه لتمرير (الحرب الناعمة) للنيل من هذه السيادة والكرامة اليمنية، من خلال تجنيد وتمويل خلايا تخريبية تمس سيادة وشرف كرامة اليمن والشعب اليمني في عدد من المحافظات.
الجلي والواضح في بيان وزارة الداخلية، ومن خلال توضيحها لرصد وتحليل ومتابعة هذه الخلايا والقبض عليها ومتابعة رصد الأخرى، هو أن خلاصة مؤامرة الحرب الناعمة هذه، والتي تورط فيها وانجر خلفها الكثير من ضعاف النفوس والحمقى في الداخل، هي أن الصهيونية العالمية تدرك أن الشعب اليمني إذا ارتفع سوف تنخفض في ظل عليائه دول ممالك ومشائخ الرمال الصهيوخليجية، ولو أن وعي وقيم ومشروع الشعب اليمني سقطت، فسوف تسقط أيضا بالتداعي معها دول وشعوب عربية وإسلامية حرة وشريفة، فالنظام الصهيوني الدولي إقليميا وعالميا لا يريد للشعب اليمني أن يسبق في مضمار وعي وقيم ومشروع السيادة والتحرر، وفي نفس الوقت لا يريد للشعب اليمني أن ينهار بالكلية، يريده مريضا.
لذا ركز العدو الصهيوسعودي ومرتزقته في الآونة الأخيرة على استخدام الحرب الناعمة، كأداة لتفكيك وتأليب الشعب اليمني ضد نفسه ضد أبنائه الذين يدافعون عن سيادته وكرامته، وتشجيع نعرات المشاريع الخاصة. وتؤدي هذه المهمة خلايا منا وفينا، ومن داخل مجتمعنا، وموظفة في أجهزة دولتنا. وبإعلان وزارة الداخلية القبض على خليتين منها أول أمس الأحد، تم إفشال محور ارتكاز عمل هذه الخلايا، الذي كان ولا يزال يسعى لتحقيق أمنية العدو الصهيوسعودي المهزوم في كل معارك الميدان. وهذه الأمنية هي أن يبقى الشعب اليمني أعرج في السباق للحرية والاستقلال، لا يموت موتا بالحرب والحصار والتجويع، ولا يعيش بقوة ليتمكن من الفوز في التسابق.
إن عمل وزارة الداخلية ويقظة الأجهزة الأمنية، ما هو إلا عمل ويقظة وعي شعبي يمني متكامل، ودعوة رسمية مفتوحة لكافة أبناء لشعب اليمني، من تورط ومن يفكر أن يتورط أو من يعتقد ألا أحد يعرف أنه متورط، أن يكون الكل واعيا بقضية استقلال اليمن وحريته وانتصاره ورفعته وسموه، وأن يستنهض عزمه من اليوم ويكون صادقا على نية المسير بخطى قوية وثابتة. فهناك من يحرس وهناك من يعمل لرصد ومتابعة من يحاول أن يؤذي اليمني في وعيه وقيمه ومشروعه، فاليمن يرتفع برفعة وعي الشعب اليمني، ومن يريد أن يرتفع معه فسوف يرتفع، ومن يريد أن يسقط فليذهب إلى الجحيم.

أترك تعليقاً

التعليقات